كيف تأثر العالم العربي بأزمة المناخ؟ 

صور الأقمار الصناعية توضح

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

"نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دواسة البنزين.. الإنسانية الآن أمام خيارين: إما التعاون لموجهة تغير المناخ، أو الموت" بهذه الكلمات افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قمة المناخ COP27 التي تنظمها المنظمة الأمم بالتعاون مع مصر في مدينة شرم الشيخ.

بدأت القمة في 6 نوفمبر/ تشرين الأول الحالي، وهي قمة يحضرها كل دول العالم تقريبا، لمحاولة إيجاد حلول لمشكلة المناخ.

هذا العام، تحاول الأمم المتحدة ومصر إقرار خارطة طريق لتنفيذ التعهدات التي أقرتها الدول في النسخ السابقة من الموتمر، وعلى رأسها تعهد عدد من الدول الكبري بدفع 100 مليار دولار للدول النامية، لتحسين قدرتها على التكيف مع تغير المناخ.

كما تعتبر مصر أن استضافتها قمة هذا العام، محاولة لتسليط الضوء على ما تعانيه الدول النامية، حيث تدفع فاتورة التغير المناخي دون أن تسهم في أسبابه إلا بنسبة لا تكاد تذكر. 

بلغت قسوة الطقس في السنوات الماضية مستويات قياسية، إذ يعد متوسط درجات حرارة الأرض الذي سجلت عامي 2020 و 2016 هو الأكثر سخونة على الإطلاق وفقا لوكالة ناسا لعلوم الفضاء. 

كما صنفت الوكالة عامي 2021 و2018، في المرتبة السادسة بين أكثر الأعوام دفئًا على الإطلاق، منذ عام 1880. وبحسب الوكالة، كانت السنوات الثماني الماضية هي الأكثر دفئًا على الإطلاق. فكيف هو الحال في المنطقة العربية؟

الشرق الأوسط من أكبر المتضريين

"مدينة كويتية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم هذا اليوم" بات هذا العنوان متكررا على الصفحات الرئيسية لمواقع الأخبار، ومنصات التواصل الاجتماعي، ولم يعد غربيا على الآذان أن تسمع خبر اجتياز درجات الحرارة 50 درجة مئوية في بلد ما، خاصة في عالمنا العربي. 

فدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي، وفقا لتقرير صدر بداية هذا الشهر من "مختبرات غرينبيس للبحوث" في جامعة إكسيتر في المملكة المتحدة بعنوان: "على شفير الهاوية".

طقس متطرف 

منذ عام 1880، ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بواقع 0.85 درجة مئوية.

المصدر: Getty Image

المصدر: Getty Image

يوضح الفيديو التالي تغير درجة حرارة سطح الأرض منذ عام 1884.

اللون الأزرق يميز المناطق التي سجلت برودة أعلى من المتوسط.

أما اللون الأحمر فيظهر المناطق التي سجلت درجات حرارة أعلى من المتوسط.

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

منذ الثمانينيات، يتزايد عدد الأيام التي تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة مئوية.

ووفقا لتحليل أجرته هيئة الإذاعة البريطانية، فقد تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية إلي ارتفع الرقم إلى 26 يومًا في السنة بين عامي 2010 و 2019، مقارنة بمتوسط حوالي 14 يومًا في السنة، في الفترة بين عامي 1980 و 2009. 

المنطقة العربية ليس بمنأى عن هذا التغير، فقد سجلت درجات حرارة أعلى من 50 درجة مئوية بشكل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

كيف انعكس ذلك علينا؟ 

الاحتباس الحراري هو وجه واحد من أوجه التغير المناخي. تتمثل الأوجه الباقية في الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.

كثير من هذه الظواهر صار واقعا نعيشه كل يوم في عالمنا العربي.

Getty Images

Getty Images

سيول صيفية نادرة في الإمارات

في يوليو تموز الماضي 2022، كان الجو شديد الحرارة في مدينتي الفجيرة الإماراتية، وغيرها من المدن، قبل أن تنهمر عليها سيول صيفية غير معتادة.

تعتبر السلطات أن هذه الأمطار هي الأغزر في تاريخ الفجيرة منذ ثلاثين عاما.

تسببت السيول في وفاة 7 أشخاص على الأقل، وألحقت الأضرار بمئات السيارات وكثير من المباني السكنية.

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

فيضانات كارثية في السودان

على مدار السنوات الماضية، تعرض السودان لفيضانات مدمرة، تضرر منها مئات آلاف الأشخاص، ووصفها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنها أسوأ فيضانات في السودان خلال العقود الثلاثة الماضية. 

تظهر هذه الصورة التي التقطتها الأقمار الصناعي لوكالة ناسا لعلوم الفضاء، كيف غرقت ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق عام 2019 بسبب الفيضانات التي نتجت عن هطول الأمطار الغزيرة.

دمرت تلك الفيضانات البيوت والمنشئات والمزارع قبل حصاد المحاصيل. 

هكذا بدت العاصمة السودانية الخرطوم من الفضاء عام 2018، قبل أن تتضرر بشكل كبير في العام التالي بسبب الفيضانات غير المسبوقة.

تقع العاصمة السودانية الخرطوم بين النيلين الأزرق والأبيض، وهما رافدي نهر النيل التي يتوجه إلى الشمال. 

تضرر أكثر من 800 ألف شخص في العام التالي بسبب الفيضانات غير المسبوقة.

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

حرائق الغابات في لبنان

في منتصف أكتوبر / تشرين الأول 2019، اندلعت حرائق الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة. 

تظهر صور القطتها وكالة ناسا عبر الأقمار الصناعية شكل الغابات قبل وبعد هذه الحرائق. 

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

فيضانات العراق

في نهاية نوفمبر تشرين الثاني 2018، اجتاحت السيول شمال ووسط العراق، مما تسبب في فيضانات ودمار واسع النطاق.

تظهر هذه الصورة المياه التي تجمعت في السهول الفيضية عقب تلك الفيضانات.

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

أما هذه الصورة، فتظهر نهر دجلة في العراق في عام 2015... 

قبل أن يبدو النهر مليئا بالرواسب عام 2019، التي نتجت عن أمطار غير عادية سقطت وقتها.

بسبب تلك الأمطار، ارتفع مستوى مياه النهر خلف سد الموصل، أكبر خزان في العراق، إلى أعلى مستوى له منذ 10 سنوات على الأقل. 

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

المصدر: وكالة ناسا لعلوم الفضاء

اختفاء الأراضي الزراعية بدلتا النيل

4٪ فقط من أراضي مصر صالحة للزراعة، وهذا الرقم ينخفض ​​بسرعة، بسبب التغير المناخي. 

تظهر هذه الصورة تآكل رقعة الأراضي الزراعية حول مدينتي طنطا والمحلة الكبرى، وبين فرعي رشيد ودمياط في دلتا النيل بمصر. 

علاوة على ذلك، تضرر حوالي 15٪ من الأراضي الزراعية الأكثر خصوبة في مصر بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وتسرب المياه المالحة، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

الإسكندرية مهددة بالغرق

في كلمته أمام قادة العام الذين اجتمعوا في غلاسكو بالمملكة المتحدة العام الماضي خلال قمة المناخ، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إن مدينة الأسكندرية المصرية معرضة للغرق إذا زادت حدة التغيرات المناخية.

ألقت هذه التصريحات الضوء على الخطر المحدق بالمدينة، لكنها لم تكن مفاجئة للمصريين، فالسلطات تعمل كل عام على زيادات مصدات الأمواج لحماية شواطئها، لكن يبدوا أن هذه الحلول ليست قادرة على الصمود بمفردها، فهذه المصدات نفسها معرضة للغرق.

تتكبد دول الشرق الأوسط تكاليف باهظة للتكيف مع تغير المناخ، أكبر من قدرتها في أغلب البلدان.

تحاول مصر من خلال رئاستها للقمة الحالية للمناخ، أن تدفع الدولة الغنية المتسببة في التغير المناخي للوفاء بتعهداتها المالية التي قطعتها على نفسها لصالح الدول المتضررة، خلال القمم السابقة، ولم يتم الوفاء بها حتى الآن.

المصدر: Getty Image

المصدر: Getty Image