قتل أخته تحت تأثير المخدرات.. مافيا الكبتاغون تلقي السويداء في فوضى عارمة

"كان يزن يتعاطى المخدرات لفترة طويلة، وفي هذا اليوم كان قد تناول جرعة كبيرة وقتل أخته تحت تأثير المخدرات".

من ساحة الكرامة في قلب مدينة السويداء ترتفع اللافتات وتعلو الشعارات المنددة بانتشار المخدرات والسلاح بالبلاد فعلى مدى عقد من الزمن عاشته سوريا في حرب طاحنة وتبدلت خريطة البلاد بشكل جذري ظهرت حدود جديدة ومعابر داخلية تفصل بين المناطق إلا أن هناك ظاهرة واحدة تجاوزت تلك الانقسامات وخطوط التماس إدمان المخدرات وانتشار حمل السلاح لتتحول تلك البلد التي أنهكتها الحرب أصلًا إلى مركز لشبكة تهريب تمتد إلى الأردن ولبنان والعراق وتركيا وتمتد أيضًا إلى الصبية والمراهقين في المدارس السوري وتحت إشراف الأجهزة الأمنية!

الطفلة جنا.. ضحية الإدمان

الطفلة جنا إحدى ضحايا مراهق أدمن المخدرات، طفلة بالغة من العمر 4 سنوات من قرية أوص في السويداء، كُتب عليها العيش يتيمة في دار للأيتام بعد أن شهدت مقتل والدتها "سيدرة" بوحشية على يد شقيقها "يزن" البالغ من العمر 17 عاماً  والذي وقع فريسة لإدمان المخدرات على صغر سنه.

"كان يزن يتعاطى المخدرات لفترة طويلة، وفي ذلك الوقت كان قد تناول جرعة كبيرة وارتكب الجريمة تحت تأثير المخدرات. في الوقت الحالي، تسكن جنا في دار الأيتام، حيث الوضع صعب للغاية. الأم تعرضت لصدمة كبيرة؛ فقد خسرت ابنتها أولاً، وفي الوقت نفسه خسرت ابنها الذي أصبح مجرماً بسبب تعاطيه، فارتكب جريمة مروعة وهي قتل أخته. هذا أدى إلى مأساة كبيرة، وخاصة بالنسبة للفتاة. من المؤكد أن الفتاة ستنشأ في دار الأيتام في ظروف صعبة جداً."

وضع ومأساوي رواه لنا ابن عم سيدرة والسبب الجوهري وراء هذه المأساة هو المخدرات التي سرقت عقول الكثير من الشبان السوريين وأدت إلى تفشي الجرائم البشعة في المجتمع.

قامت أخبار الآن بمقابلة عدد من المتظاهرين في ساحة الكرامة في السويداء، الذين أوضحوا خطورة الوضع في السويداء والجرائم المتتالية داخل العائلات نفسها.

"انتشار ظاهرة مثل هذه يؤدي إلى زيادة نسبة الجريمة في المجتمع، ونحن نلمسها بوضوح من خلال تعدد الجرائم. هناك من يقتل أخته، وآخر يقتل أمه، وشاب يقتل، ومجموعة مسلحة تذهب لقتل شاب يُدعى أسعد البربور في أحد الأيام. يعني كله في نفس السياق، في نفس السياق. هذا الانحلال العام الذي نشهده يظهر لدى البعض ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل أيضاً على المستوى السياسي."

وهذا ليس ما ذهب إليه دكتور جمال الشوفي وحده بل أكده أيضاً جاد أبو حمزة المحامي والناشط في ساحة الكرامة

"يمكننا القول أيضاً أن هذا الشاب يرتكب مثل هذه الجرائم البشعة لعدة أسباب. أولاً، يكون لديه هدف بعد أن ينضم إلى عصابة متخصصة في المخدرات أو السلاح أو الخطف، فيتبنى نمط حياة مليء بالبذخ، مثل السهرات مع أصدقائه، حيث يقومون بأفعال غير أخلاقية ولا دينية ولا شرعية. يحتاج إلى المال لتغطية هذه النفقات الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مادة الكبتاغون، حسب ما يقوله الأطباء، تتكون من أكثر من 12 أو 13 مادة سامة تؤدي إلى تخريب الجهاز العصبي، وتؤدي أيضًا إلى تآكل التفافات الدماغ، مما يعني أن الشخص لا يبقى لديه عقل ليردعه عن القيام بأي شيء لا يمثل الإنسانية. قد يصل به الأمر أو يلجأ إلى تشكيل عصابة للقيام بمثل هذه الأعمال الخارجة عن عاداتنا وتقاليدنا. هذا الأمر يتم بدون إحساس بالندم أو الخوف، وهذا ما يجعل الأمر كارثيًا. يجب على المجتمع بأسره أن يقف عند هذا الأمر ويضع له حدًا بطرق وأسباب متعددة."

ويبقى التساؤل: كيف وصلت المخدرات إلى أيدي مراهقي سوريا حتى أصبحت متاحة كما لو كانت مثلها مثل أي سلعة عادية بالأسواق!

يظهر الفيديو التالي الهجوم المتبادل بين موفد أخبار الآن مع المتظاهرين والنظام عند الحاجز

يظهر الفيديو التالي الهجوم المتبادل بين موفد أخبار الآن مع المتظاهرين والنظام عند الحاجز

المخدرات بقلب مدارس سوريا

من بين الذين تناولوا هذه المشكلة الكارثية كان نضال غزالي، المحامي الذي يتابع قضية يزن.

"فيما يتعلق بجريمة المخدرات في السويداء الحقيقة في الآونة الأخيرة يعني انتشرت هذه الجريمة بين الأطفال انتشرت بين كل الشباب انتشرت في المدارس بشكل مش طبيعي وبطرق متعددة من حيث حيازتها أو تعاطيها مصادر متنوعة جلبت هذه المادة إلى السويداء سواء بحيث أنه كانت مستقرة في السويداء او عبارة السويداء كانت عن منطقة عبارة عن منطقة عبور الى خارج حدود سوريا باتجاه الخليج العربي والأردن"

الخطير أن هناك عصابات مدربة بشكل احترافي تستهدف المراهقين في المدارس وتقوم بتوزيع المخدرات بينهم بأسلوب ممنهج وخطير.

وتقول إلهام ريدان أستاذة في ثانوية داخل محافظة السويداء وناشطة في حراك السويداء لأخبار الآن عن تفاصيل المخدرات داخل المدارس.

"بدأت قضية التدخين في المدارس، ثم تلتها قضية المخدرات وانتشارها، ومن المسؤول عن إدخال هذه المخدرات. بالطبع، هذه المخدرات تتوجه بشكل خاص إلى الطلاب الكسالى أو الذين لا حظ لهم إن هذه القضايا ترتبط بعصابات تعمل بأسلوب ممنهج ومدرّب على إيصال المخدرات إلى المدارس، مستهدفةً الشباب المراهقين الذين يفتقرون إلى القدرة على التفكير الصحيح والتمييز بين الصواب والخطأ. تُوصل هذه المواد إليهم بطرق مختلفة، حيث يتم ترويجها لهم في البداية مجاناً؛ يقولون لهم: 'خذ، استمتع، جرّب'". 

"يبدأ الطالب بتجربتها دون أن يدرك مخاطرها، ثم يُصبح مدمناً عليها تدريجياً، غير قادر على العيش دونها. يتحدث مع أصدقائه، ويبدأ الآخرون في تقليده. عملية التقليد هي التي تدفع الطالب للتفكير بأنه يجب عليه أن يقلّد ما يفعله صديقه. وهناك جانب آخر يتمثل في أن زملاءه يقولون له: 'جرّب، قد يكون الأمر ممتعاً، خذ قليلاً'. وهكذا، يجذبونه لتجربتها، ومن ثمّ تبدأ بالانتشار من شخص إلى آخر.

وبحسب مصدر وهو باحث بالشأن السوري يقول إنه على الرغم من نفي سوريا، فإنه من المستحيل أن تعبر المخدرات الحدود دون تورط جهات مرتبطة بشكل وثيق بالأسد ونظامه

أسرار المهربين: تكنولوجيا متقدمة وتكتيكات عسكرية على حدود الأردن

يتابع الباحث الأردني التهريب على الحدود الأردنية السورية بكثب ,وفي حديثه لأخيار الآن شرح التفاصيل: "يتمتع المهربون بقدرة مذهلة على التعامل مع التكنولوجيا، سواءً فيما يتعلق بأحوال الطقس أو خرائط الطقس التي يشتركون فيها باشتراكات شهرية، حيث تصلهم التحديثات بشكل منتظم، ساعة بساعة. يقومون بإعداد ما يُعرف باسم "مشروع" على جوجل، وذلك لأن المناطق التي يتواجدون فيها غالباً ما تكون خارج نطاق التغطية. يتحركون على الخريطة بدقة، متفقين مع الشخص من الجانب الأردني للقاء عند نقطة محددة. يسيرون وفق هذا "المشروع" حرفياً، سواء كانت المسافة ستة كيلومترات أو عشرة أو ثلاثين، وحتى في حال وجود عقبات، فهم يتابعون التنفيذ بشكل كامل.

"كما أنهم يستغلون التمويل بطرق احترافية، ويُطلقون على أفراد بينهم أسماء تدل على خبراتهم مثل "خبير خرائط جوجل". هؤلاء ليسوا أشخاصاً بسطاء، رغم أنهم يعيشون في مناطق يمكن اعتبارها مهمشة أو فقيرة. لكن ذلك لا يقلل من احترافيتهم، سواءً في التخطيط العسكري أو التكتيكات الحربية"

وفي الفيديو أدناه يظهر كيفية إعدادهم لمواقع الإسناد الناري، وكيف يغطي هؤلاء الأشخاص على الآخرين بأسلوب عسكري محترف ويستغلوا وضع الطقس والعاصفة الرملية.

صورة تظهر كيفية إعداد الأشخاص لمواقع الإسناد الناري، وكيف يغطي هؤلاء الأشخاص على الآخرين بأسلوب عسكري محترف

صورة تظهر كيفية إعداد الأشخاص لمواقع الإسناد الناري، وكيف يغطي هؤلاء الأشخاص على الآخرين بأسلوب عسكري محترف

"عمليات التهريب، تنوعت عبر الزمن. فمثلاً، في فترة من الفترات كانت الأسلحة هي المُهربة، وفي أخرى كان التهريب يشمل أشخاصاً قادمين من مصر إلى الأردن، وأحياناً هنود أو بنغاليين. يتم نقلهم بعد ذلك إلى داخل الأراضي السورية، ومن هناك إلى الحدود السورية-اللبنانية، تحديداً في منطقة القلمون الغربي، ومن ثم إلى داخل لبنان، حيث يعملون لفترة تتراوح بين سنة إلى ثلاث سنوات قبل أن يعودوا بنفس الطريقة. هؤلاء الأشخاص يدخلون لبنان بطرق غير قانونية، مما يجبرهم على العودة بالطرق نفسها. عمليات التهريب هذه تمتد لسنوات، وتتوارثها الأجيال، فقد تحدثت مع شخص يُدعى محمد، كان يعمل في التهريب، وجده كان يعمل في التهريب أيضاً، لكن الظروف كانت مختلفة، وكذلك المواد المهربة".

"بالنسبة لطرق التهريب، هناك أساليب دقيقة جداً تشمل استخدام الشاحنات والسيارات التي تمر عبر المعابر الحدودية. هذه العمليات تتم باحترافية عالية، خصوصاً فيما يتعلق بتجهيز الشاحنات التي تعبر من الأردن إلى دول الخليج. السلطات الأردنية تتعامل مع هذه الشاحنات بطريقة محترفة للغاية، وقد تم ضبط عدة شاحنات في مواسم محددة. تفاصيل التهريب معقدة ومرعبة، فقد تصل إلى استخدام أجهزة أشعة مشابهة لتلك الموجودة في المعابر السعودية، والتي تُعتبر الأكثر تطوراً من الناحية التقنية، هناك أيضاً طرق أخرى يستخدمها المهربون الأصغر، حيث ينقلون البضائع إلى المنطقة الحرة التي تمر منها السيارات". 

ولكن هنا يطرح السؤال نفسه، لماذا أصبحت السويداء هي المركز الأكثر نشاطًا لعمليات التهريب في سوريا؟ لماذا هذه المحافظة بالذات؟ ولماذا لم تتصدر محافظة أخرى هذا المجال الخطير؟

السويداء بقلب العاصفة

ويتابع الباحث الأردني في حديثه لأخبار الآن والذي يتتبع مسألة التهريب على الحدود السورية الأردنية أنّ : "هناك جهات أخرى تُمارس التهريب، ولكن حجم التهريب من السويداء يُعتبر الأكبر. هناك عدة أسباب لاختيار السويداء، أبرزها أنها أقرب نقطة إلى الأراضي السعودية. هذه النقطة تُعد الأهم لأن اختلاف وتنوع التضاريس فيها يلعبان دورًا كبيرًا، إذ تضم مناطق صحراوية رملية ومناطق تحتوي على تشكيلات صخرية سوداء وأخرى مائلة للون الأحمر، بالإضافة إلى التضاريس المعقدة مثل الأودية والهضاب. غالباً ما يلجأ المهربون إلى الأودية لأغراض التهريب.

أغلبية سكان السويداء هم من الدروز، بينما يأتي التركيب الثاني من البدو الذين يتواجدون أكثر في الأرياف، ويوجد حي واحد في المدينة يُعرف بـ "حي المقوس" يضم بدوًا. يوجد أيضًا بعض المسيحيين وبعض الأكراد، وكذلك هناك عدد كبير من العاملين في مجال الزراعة من محافظة الحسكة، الذين يُطلق عليهم اسم "شوايا"، والذين يعملون في زراعة الخضار والفواكه. هؤلاء العمال قد يساهمون أحيانًا في عمليات التهريب كعمال أو عتالة، لكنهم ليسوا تجارًا.

أما بالنسبة للبدو، فإن سبب اختيارهم يعود إلى معرفتهم الجيدة بالصحراء، حيث يُحفظون خرائط ذهنية للمناطق الصحراوية ويعرفون طرقها ومخابئها. سبب آخر لاختيار البدو يعود إلى التداخل العشائري على جانبي الحدود. العشائر البدوية في منطقة شرق الأردن، مثل محافظة المفرق، يتواجدون على جانبي الحدود الأردنية السورية. العشائر هنا وهناك تكون ذات صلات قرابية، مما يسهل التنسيق بين الطرفين. الحدود الأردنية السورية تمتد على طول 378 كيلومترًا. تنقسم مناطق التهريب إلى عدة مناطق حسب الفصل. من أقصى الشرق، من الحدود الأردنية السورية العراقية، تمتد منطقة تُسمى "بادية الحمد" وهي تستخدم بشكل رئيسي في الشتاء بسبب الضباب الذي يُسهل عبور السيارات. بعد بادية الحمد، تأتي منطقة "الحرّة"، التي تحتوي على تشكيلات صخرية وتضاريس وعرة، وتُستخدم للتخزين والتهريب في الصيف والشتاء بسبب صعوبات الكشف فيها. أما المنطقة الثالثة فتبدأ من شرق قرى السويداء وتصل إلى معبر نصيب، وهي تتضمن قرى سورية قريبة من الحدود الأردنية، مما يسهل التنسيق.

مظاهرات السويداء: استمرار غير متوقع يربك النظام السوري وتجارة المخدرات تدخل على الخط

أخبار الآن أجرت لقاء خاص مع مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن الذي أوضح أنّ النظام كان يتوقع أن تفقد مظاهرات السويداء زخمها سريعًا، ولكن استمرارها أربكه ولم يتمكن من السيطرة عليها رغم المحاولات الأمنية. السويداء منطقة معقدة تشمل مختلف الأطراف، بما في ذلك مؤيدون للنظام وأطراف أخرى تسعى فقط للعيش بسلام.

قال: "عام كامل من التظاهر فى السويداء، والنظام كان يعتقد أن هذه المظاهرات ستفقد زخمها ويعود المتظاهرون إلى منازلهم، وأن هذه الاحتجاجات ستنتهي في غضون أسبوع أو أسبوعين، أو حتى شهر أو شهرين. كما وعدت لونا الشبل، بشار الأسد بأن أوضاع السويداء تحت السيطرة ولا شيء يدعو للقلق، وأن المتظاهرين سيصلون إلى قناعة بأن التظاهر غير مجدٍ ويعودون إلى منازلهم. استمرار مظاهرات السويداء أربك النظام الذي فكر في التعامل مع الوضع بطريقة مختلفة. ومن الناحية الأمنية أو عبر الاعتقالات، لم يستطع النظام القيام بذلك، فقد جرب اعتقال بعض أبناء السويداء في دمشق، لكنه اضطر للإفراج عنهم بعد ضغوط من الأهالي". 

وتابع: "اليوم نعلن أن السويداء ليست منطقة صغيرة، فهي تمتد على الحدود مع الأردن والبادية السورية. وهناك تواجد مستمر لحزب الله اللبناني، والميليشيات الإيرانية، والفرقة الرابعة، بالإضافة إلى بعض الميليشيات المحلية. يجب أن نكون واقعيين: عدد المتظاهرين في السويداء قد يصل إلى 4800 شخص، وهناك منهم من يؤيد نظام بشار الأسد بشكل كبير. لا يمكن القول بأن كل من يتظاهر هم من أبناء السويداء فقط. هناك مؤيدون للأسد والنظام، وهناك قسم آخر ليس له علاقة بالتأييد أو المعارضة، بل يريد العيش بسلام وهدوء". 

"إصرار المتظاهرين على إغلاق مقرات حزب البعث كان رسالة واضحة للنظام السوري. هؤلاء المتظاهرون، رغم أنهم أربعة آلاف في أقصى الحالات، قادرون على إرباك النظام بشكل كبير، خاصة مع استمرار تسليط الإعلام على هذه المنطقة". 

"تجارة المخدرات مستمرة دون توقف، وتعتبر السويداء نقطة عبور رئيسية نحو الخليج العربي من الأراضي السورية. هناك تساؤل حول العلاقة بين تجارة المخدرات والأسلحة وما يحدث من مظاهرات. فقد أصبح توزيع المخدرات على الشباب أكثر سهولة، وتزايد انتشارها بشكل كبير". 

إنقاذ السويداء

تُعد السويداء بموقعها الجغرافي المميز وتضاريسها الفريدة هدفاً للاستغلال حيث تسعى محاولات عديدة بالسنوات الأخيرة لتحويلها إلى مركز لتصدير المخدرات إلى الدول المجاورة فما هي الخطوات الممكنة لإنقاذ السويداء من قبضة الإجرام وتجارة المخدرات؟

"التغيير السياسي هدف أول التغيير السياسي يعني الحد من تجارة المخدرات وإزهاق الأرواح بهذه الطريقة الثاني عم نطالب بدولة حق وقانون يعني يكون فيه ضابطة عدلية مفعلية ليس عصابات إجرام تلاحق الناس وتخطف اللي بديها من كم يوم قتلوا شب يا حرام واتهموا بتهم باطلي وحبل على الجرار بشكل دائم بشكل دائم الثالثي عبت نادي بحل لكل السوريين ولما عبت نادي بحل لكل السوريين يعني ما عبت استثني للمواطن اللي عايش بشرق الفراط ولا المواطن اللي عايش بالساحل ولا اللي بالسويدة ولا بشمال غرب سوريا عبت ناشد الكل ليكونوا أدوات وطنية لا أدوات استثمار للخارج من أدوات استثمار للخارج"

التغيير السياسي هو السبيل الأول من وجهة نظر جمال الشوفي وتوقيع أقصى أنواع العقاب على المجرمين وتقديم بعض المبادرات الأهلية لإنشاء دور للشفاء يشرح لنا أبو حمزة.

"هذا المجرم الذي قتل أخته بدم بارد يستحق أقصى أنواع العقاب، حتى لو كان تحت تأثير المخدرات. ذلك لأن هذه الجريمة لا يجب أن تتكرر في أي يوم من الأيام، ولأن كل من يتعاطى المخدرات يجب أن يبتعد تمامًا عن تأثيرها وعن أي تصرفات تمس عائلته أو أي شخص في المجتمع. نحن الآن أمام وضع خطير جدًا، ونتمنى أن تكون هذه الحادثة هي الأخيرة، لكن في ظل تأثير المخدرات، للأسف، قد نكون أمام سلسلة مروعة من الجرائم في المستقبل".

ويتابع: "نطالب المجتمع ككل، بما في ذلك جميع الجهات والمنظمات التي تسعى إلى تطهير المجتمع من سموم المخدرات، بالتعاون مع المنظمات الدولية. ومع ذلك، يبقى أداؤها ضعيفًا إذا لم تكن هناك توعية مباشرة في المدارس والجامعات، بل وحتى في المدارس الابتدائية، حيث يجب أن تكون التوعية منظمة ومدروسة وتدرج كمادة منهجية في العام الدراسي لتوعية الأطفال منذ سن الصف الأول حول مخاطر المخدرات ومنع انتشارها والتحذير منها والتعريف بأشكالها. وبالطبع، يجب أن يترافق هذا مع منع الترويج لها".

"لدينا بعض الحلول، مثل بعض المبادرات الأهلية لإنشاء مراكز للشفاء، لكن هذه المبادرات تحتاج إلى مواد يصعب استيرادها من الخارج. لذلك، فإن جميع الحلول التي يمكننا العمل عليها حاليًا هي حلول ضعيفة كما نرى. نحن مجتمع ضعيف يعتمد فقط على المبادرات الفردية، وإذا لم يدرك الناس أن هذه الكارثة سببها النظام المستبد الذي ينشر المخدرات، والذي لم تتخذ دول العالم موقفًا حازمًا تجاهه حتى بعد استخدامه الأسلحة الكيميائية واعتقالاته وقوانين مثل قانون قيصر وغيرها.أما بالنسبة لقوانين مثل قانون الكبتاجون التي تحدثت عنها أمريكا، فإن آلية تنفيذها على أرض الواقع كانت شبه معدومة. لذلك، لم يعد السوريون يثقون بأن المجتمع الدولي، بين قوسين، يمكن أن يساعد الشعب السوري في الخلاص من معاناته".

منذ عام، حافظت المحافظة على حركتها "الكرامة"، مطالبة بإزالة الأسد وحل شامل لأزمة سوريا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي 2254. كانت الاحتجاجات التي بدأت في عام 2023 موجهة في البداية فقط للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية في ظل النظام، لكنها سرعان ما تبنت نغمة ثورية أكثر، مما أثار احتجاجات تضامنية في مناطق المعارضة شمال غرب سوريا. ومنذ ذلك الحين، أصبح العلم الثوري ميزة شائعة في احتجاجات السويداء، إلى جانب علم الدروز. 

على الرغم من أن النظام لم يختر قمع حركة الاحتجاج بشكل وحشي، إلا أنه اعتمد نهجاً منهجياً في زيادة الضغط الأمني، وتخويف قادة الاحتجاج، وتعزيز القدرات العسكرية والاستخباراتية في المنطقة المحيطة. ظهرت الفصائل المسلحة الدرزية، مثل لواء الجبل، أحرار جبل العرب، والقوات المحلية السويدية، كحماة فعليين للمتظاهرين، وأحيانًا قامت بالتحرك لمواجهة النظام مباشرة. جميعهم سعوا لمواجهة تأثير دمشق، وكذلك إيران وحزب الله في السويداء. وبشكل ملحوظ، بدأت الفصائل المسلحة في اختطاف جنود النظام وضباط الاستخبارات في وقت سابق من هذا العام، لتهديد النظام بإطلاق سراح المواطنين الدروز المحتجزين تعسفياً. وقد تم تكرار نجاح هذا التكتيك بشكل أكثر عدوانية من قبل الفصائل المسلحة في درعا المجاورة، بنفس التأثير.

يُتهم النظام بالعديد من المؤامرات لاغتيال قادة الاحتجاج والفصائل المسلحة، واختطاف شخصيات دينية درزية، وزرع المعلومات المضللة بهدف تقسيم حركة الاحتجاج نفسها. وقد برز الشيخ حكمت الحجري بدور محوري، حيث حرص على تجنب العنف، وتوسط مرارًا مع استخبارات النظام.

وفي هذه الأثناء، أصبحت حركة الاحتجاج أكثر تنظيمًا وتمثيلًا لمجتمعها. تظل اللجنة المدنية التي تشكلت في أواخر عام 2023 هي المنظم والمنسق الأساسي للأنشطة، وتتمتع بعضوية نسائية قوية.

في حين أن النظام لا يزال يعارض حركة احتجاج السويداء تماماً، إلا أنه ليس قويًا بما يكفي لمواجهتها مباشرة، على الأقل ليس بعد. نظرًا لوضعه كأقلية، فإن الهجوم على الدروز في السويداء من شأنه أن يُشعل التوترات في مناطق أخرى من سوريا التي يسيطر عليها النظام. كما يُقال إن روسيا تظل معارضة بشدة لأي هجوم من النظام على السويداء. ومع ذلك، ارتفع الضغط في الأشهر الأخيرة، وتركز الانتباه بشكل كبير على نقطة تفتيش جديدة للنظام في دوار العنقود في السويداء، وهو موقع أثار معارك كبرى في وقت سابق من هذا الصيف.

انتفاضة السويداء: كرامة الشعب في مواجهة تجارة الكبتاغون

السعي وراء الكرامة من قبل أهالي السويداء في مواجهة غزو إجرام الكبتاغون ليس مفاجئًا. ربما اعتقدت بعض العناصر داخل النظام السوري أن تجارة الكبتاغون غير القانونية هي الملاذ الأخير اليائس للحفاظ على السلطة. قد يفسر هذا السبب وراء تقديم النظام العديد من الوعود لجيرانه العرب بوقف التهريب، لكنه في النهاية لم يفعل شيئًا جديًا. ومع ذلك، فإن الوضع المتفجر في السويداء يظهر أن الشعب على حافة الانفجار ولم يعد لديه صبر لتحمل المافيات الإجرامية أو رؤسائها الذين يعملون من وراء الكواليس. وإذا خرج الوضع عن السيطرة في السويداء، فقد تصبح تكلفة استمرار هذه التجارة غير القانونية على النظام في دمشق أكبر بكثير من أي مكسب مالي.