تصاعد تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين منذ مطلع أكتوبر.. هل كانت إيران تستعد لمعركة البحر الأحمر؟!

أخبار الآن | القاهرة - 2 يوليو 2024

مع تصاعد التهديد الحوثي للملاحة في البحر الأحمر والحروب البحرية التي تمارسها المليشيا المدعومة من إيران، أصدر مجلس الأمن في 28 يونيو الماضي قرارا يُطالب فيه الحوثيين في اليمن بوقف هجماتهم على السفن في مياه الشرق الأوسط، مع التركيز على التأكيد على خطورة هذه الهجمات على الأمن البحري في المنطقة.

هجمات الحوثي تأتي تحت زعم الرد على الهجوم الإسرائيلي على غزة، ولكن تحليل البيانات من فريق أخبار الآن أوضح تفاصيلاً مختلفة.

نعود للثالث من يونيو المنصرم، وفي خطاب له بمناسبة الذكرى 35 لوفاة الخميني، صرح المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن عملية السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) أفشلت مخططًا لجعل إسرائيل جزءًا من المنطقة، وقال "أن المنطقة كانت بحاجة الى عملية طوفان الأقصى"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي انهزم أمام فصائل المقاومة مثل حماس وحزب الله".

لم تمر تلك التصريحات حتى فتحت أبوابًا لأسئلة ترددت في مواقع التواصل الإجتماعي حول علم النظام الإيراني عن عملية طوفان الأقصى، إلا أن فريق أخبار الآن استطاع التحقيق بالأمر، والتوصل إلى نتائج مثيرة للإهتمام، وذلك بعد رصد عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، وتحديدًا جماعة الحوثي في اليمن.

ففي الأول من أكتوبر من العام الماضي 2023، بدأت سفن صيد إيرانية الدخول للمياه الإقليمية في المنطقة الإقتصادية اليمنية دون أي تصريح رسمي لذلك، فقد رصدت أخبار تصاعد مثير لعدد سفن الصيد الإيرانية للمياه اليمنية على غير العادة، وبحسب بيانات أجهزة تعقب السفن، فقد دخلت للمياه اليمنية أكثر من 78 سفينة صيد إيرانية خلال الفترة من 1 أكتوبر 2023 - 29 فبراير من العام الجاري.

عدد سفن الصيد التي دخلت للمياه الأقليمية اليمنية (التي تم رصدها)

عدد سفن الصيد التي دخلت للمياه الأقليمية اليمنية (التي تم رصدها)

والمثير بالأمر هو كثافة سفن الصيد القادمة من إيران إلى المياه الدولية شرق البحر العربي، وهي المرة الأولى التي تأتي فيها سفن صيد إيرانية بهذه الوتيرة خلال فترة 5 أشهر فقط كما يبين الرسم البياني التالي

تصاعد عدد سفن الصيد الإيرانية التي دخلت المياه الإقليمية اليمنية منذ مطلع اكتوبر المنصرم

تصاعد عدد سفن الصيد الإيرانية التي دخلت المياه الإقليمية اليمنية منذ مطلع اكتوبر المنصرم

تصاعد عدد سفن الصيد الإيرانية التي دخلت المياه الإقليمية اليمنية منذ مطلع اكتوبر المنصرم

ومن خلال تتبع مسارات السفن تلك فأنها كانت تتردد ما بين الموانئ الصومالية والبحر العربي، حيث وصلت عدد من سفن الصيد تلك إلى شواطئ (بربرة) و (بوصاصو) و (ولاية بونتلاند) شمال شرق الصومال، والتي تعتبر من أهم مناطق تهريب الأسلحة حيث تتواجد فيها خلايا نائمة تتبع تنظيم القاعدة وداعش.

ميناء بوصاصو

أبرز الموانئ التي تستقبل الإسلحة الإيرانية ويتم من خلاله تهريبها عبر قوارب صغيرة إلى اليمن

ميناء بربرة

موانئ الصيد في ولاية بونتلاند

فقد ألقت قوات خفر السواحل اليمنية في 24 ديسمبر المنصرم على خلية تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين، تقوم بنقل الأسلحة من موانئ تهريب في الصومال إلى شواطئ محافظة الحديدة، وذلك بعد معلومات استخبارتية عن أحد المهربين الذين قاموا بنقل أسلحة من ميناء بندر عباس في جنوب إيران إلى الصومال، ومن ثم إلى اليمن، لتقوم قوات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي، بعملية رصد وتتبع لبقية أعضاء الخلية، وتلقي القبض عليهم خلال الفترة ما بين ديسمبر 2023 و فبراير 2024، حيث وزعت المقاومة الوطنية فيديو اعترافات الخلية في منتصف فبراير الماضي، والذين اعترفوا فيه بقيامهم بعمليات تهريب أسلحة إلى الحديدة، بالإضافة لتهريب شحنات مخدرات إلى السودان.

حيث جاء في اعترافات المتهمين بأنهم صيادين من أبناء محافظة الحديدة الساحلية - غرب اليمن، تم تجنيدهم من قبل جماعة الحوثي لنقل وتهريب مشتقات نفطية من موانى الصومال إلى الحديدة، فيما يبدو أنها عملية إختبار وتقييم للصيادين الذين سيتم اختيارهم لتنفيذ عمليات تهريب للأسلحة الإيرانية، حيث تم إخبارهم فيما بعد بأنهم سيقوموا بنقل أسلحة من شواطئ (بوصاصو) الصومالية إلى الحديدة، وذلك تحت إشراف القيادي في جماعة الحوثي (طاهر خاطر).

الجدير بالذكر أن طاهر خاطر - القيادي الذين ذكره أعضاء خلية التهريب، يشغل منصب رئيس قطاع خفر السواحل بمحافظة الحديدة وكذلك منصب نائب وزير الثروة السمكية، والذي تم تعيينه برتبة عقيد من قبل جماعة الحوثي، والذي يقوم بإستغلال حاجة الصيادين في محافظة الحديدة لتجنيدهم في تهريب الأسلحة والمخدرات، وذلك من خلال ما يسمى (القروض البيضاء للصيادين) حيث يقوم بفرض (الدورات الثقافية الحوثية) على جميع الصيادين بالمحافظة، ومنع من يرفضوا الانضمام لتلك الدورات من الاصطياد في البحر.

طه خاطر - قيادي تابع لجماعة الحوثي

طه خاطر - قيادي تابع لجماعة الحوثي

في السياق يقول عبدالناصر المملوح - مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية لـ أخبار الآن " تم اعتقال العنصر الأول من الخلية والذي تورط بتهريب أسلحة من شواطئ الصومال إلى ميناء الحديدة قادمة من ميناء بندر عباس الإيراني، تم ضبطه بمفرده عندما عاد إلى منطقة الخوخة، جنوب محافظة الحديدة، بعدها قامت قوات المقاومة الوطنية وقوات خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر بمراقبة قوارب الصيد التي كانت تتجه من جنوب باب المندب، ليتم بعدها ضبط بقية الخلية، الذي وجدوا بحوزتهم أسلحة كانوا يقوموا بتهريبها من الصومال إلى مليشيا الحوثي".

قامت قوات المقاومة الوطنية وقوات خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر بمراقبة قوارب الصيد التي كانت تتجه من جنوب باب المندب، ليتم بعدها ضبط بقية الخلية، الذي وجدوا بحوزتهم أسلحة كانوا يقوموا بتهريبها من الصومال إلى مليشيا الحوثي

عبدالناصر المملوح
مدير الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية

إيران وطوفان الأقصى

يقول محمد الكميم - الخبير العسكري والإستراتيجي لـ أخبار الآن "كان الجميع يعتقد أن (طوفان الأقصى) قرار فلسطيني خالص، حتى توالت التصريحات الإيرانية، بأن العملية هي ردًا على مقتل قاسم سليماني، إضافة إلى أن الناطق العسكري لحماس و قائد كتائب القسام محمد الضيف طلب من كل (محور المقاومة) في يوم السابع من أكتوبر التحرك لنصرة غزة، وطلب إيران ومن معهم في المحور، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن كتائب القسام و حماس قد يكونوا تورطوا بإيعاز من إيران أن تتحرك في المعركة أو تبدأ ساعة الصفر، وأنها تساندهم عبر ما يسمى (بجبهة الممانعة أو المقاومة)، وهناك دلائل كثيرة تقول أن ما حصل في في غزة قد يكون بإيعاز إيراني للأسف الشديد".

العميد الركن: محمد الكميم - الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي

العميد الركن: محمد الكميم - الخبير العسكري والمحلل الإستراتيجي

الجدير بالذكر أن تصريح الخامنئي لم يكن الأول، حيث صرح رمضان شريف - المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني في 27 من ديسمبر الفارط بالقول أن عملية (طوفان الأقصى) جاء ردًا على مقتل قاسم سليماني، "طوفان الأقصى كانت إحدى العمليات الانتقامية التي اتخذها (محور المقاومة) من إسرائيل لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس"، إلا أن حركة حماس نفت ما جاء في ذلك التصريح.

يقول جاي بهادور - مراقب عقوبات الأمم المتحدة السابق الذي يغطي الصومال وإريتريا لـ أخبار الآن " تمر طرق تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين بشكل روتيني عبر الصومال وجيبوتي، مستغلة إتساع الشريط الساحلي لكل من اليمن والصومال، وضعف الرقابة على السواحل الشاسعة، حيث انشأت إيران شبكات تهريب بحرية متطورة، ويتم تسهيل نقل شحنات الأسلحة غير المشروعة من خلال طرق التجارة الراسخة التي تربط الخليج العربي بالمحيط الهندي وخليج عدن، وتُساعد عمليات الالتقاء المتكررة وإعادة الشحن بين السفن الشراعية الإيرانية واليمنية والصومالية في تمويه مصدر شحنات الأسلحة والتهرب من اكتشاف السلطات"

يُشير بهادور إلى دور جيبوتي والحدود الشرقية كنقاط عبور لشحنات الأسلحة المهربة إلى اليمن، ويضيف "أنَّ عمليات النقل البحري للأسلحة إلى الحوثيين تنطلق من المخازن الحكومية الإيرانية، ولاحظنا ذلك من خلال عدة أدلة منها، التقارب في الأرقام التسلسلية للأسلحة المضبوطة، الوجود الروتيني للمواد الإيرانية الصنع في عمليات الضبط التي حدثت خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى إعترافات الأشخاص الذين تم ضبطهم"

الجدير بالأمر هو أن معظم تلك السفن كانت تقوم بإيقاف أجهزة التتبع بعد الوصول للمياه اليمنية وكذلك المنطقة الإقتصادية المشتركة بين كل من سلطنة عمان واليمن، بالاضافة للمياه الاقليمية اليمنية والصومالية، والبقاء في المياه اليمنية لساعات كبيرة، قبل أن تعيد تنشيط أجهزة التتبع.

بحسب مسارات السفينة (الأحمد) الإيرانية والتي كانت أكثر ترددًا على الموانئ الصومالية والمياه اليمنية، والتي دخلت المياه اليمنية نحو 17 مرة كما يوضح المسار في الصور المرفقة، وبحسب البيانات التي وفرها موقع (الصيد العالمي)، فإن هذه السفينة لم تدخل للموانئ الإيرانية قط، وهو ما يدل إن هدفها لم يكن الصيد، حيث أنه من المفترض إن يتم تفريغ الصيد في موانئ الصيد، ولكن ذلك لم يحدث، فقد كانت تتوقف على بعد أميال من الموانئ الإيرانية وتنطلق باتجاه اليمن وشواطى الصومال.

كذلك سفينة (Abdolahe) والتي ترددت أكثر من 43 مرة خلال 5 أشهر على شواطئ الصومال تحديدًا شاطئ بوصاصو، وهو الميناء الذي ورد ذكره في محاضر التحقيقات واعترافات خلية التهريب الحوثية التي تم القبض عليها من قبل قوات المقاومة الوطنية في المخا.

بحسب مسارات السفينة (الأحمد) الإيرانية والتي كانت أكثر ترددًا على الموانئ الصومالية والمياه اليمنية، والتي دخلت المياه اليمنية نحو 17 مرة كما يوضح المسار في الصور المرفقة، وبحسب بيانات التي توفرها موقع (الصيد العالمي)، فإن هذه السفينة لم تدخل للموانئ الإيرانية قط، وهو ما يدل إن هدفها لم يكن الصيد، حيث أنه من المفترض إن يتم تفريغ الصيد في موانئ الصيد، ولكن ذلك لم يحدث، فقد كانت تتوقف على بعد أميال من الموانئ الإيرانية وتنطلق باتجاه اليمن وشواطى الصومال.

كذلك سفينة (Abdolahe) والتي ترددت أكثر من 43 مرة خلال 5 أشهر على شواطئ الصومال التي تحديدًا شاطئ بوصاصو، وهو الميناء الذي ورد ذكره في محاضر التحقيقات واعترافات خلية التهريب الحوثية التي تم القبض عليها من قبل قوات المقاومة الوطنية في المخا.

الجدير بالذكر أن جماعة الحوثي بدأت استهدافها لخطوط الملاحة البحرية في 31 أكتوبر، بعد إعلان الناطق العسكري بإسم الجماعة انخراطهم في معركة "طوفان الأقصى" بقولهم أن إستهدافاتهم للسفن بالبحر الأحمر يأتي في سياق دعم الفصائل الفلسطينية المسلحة، وتضامنًا مع الضحايا من الفلسطينيين في قطاع غزة.

وهو ما يفتح مجالاً للأسئلة حول تأخر جماعة الحوثي في إنخراطها في المعركة، حيث يعتقد خبراء أن هذا التأخير جاء بسبب عدم رغبة إيران في توسيع رقعة الحرب، إلا أنها أوعزت للحوثيين بالبدء بالمعركة، وإعتراض السفن التجارية لتشتيت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، بعدأن كان الجيش الإسرائيلي يهدد بشن حرب شاملة على حزب الله في الجنوب اللبناني.

وفي ذات السياق يرى محمد علوش - الباحث في العلاقات الدولية، أن الدعم الواصل للحوثيين وإبرازهم من قبل إيران، يأتي في سياق استراتيجيتها في استخدام الحوثيين لمهاجمة البحر الأحمر من أجل زيادة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة. وذلك لأن هجومًا من قبل حزب الله، وهو حليف إيراني أقوى، قد يخاطر بحرب أوسع، لذا فتمكين الحوثيون من مهاجمة البحر الأحمر مع الحد الأدنى من خطر التصعيد لأنهم لا يُنظر إليهم على أنهم تهديد كبير، كما إن الموقع الاستراتيجي لليمن على البحر الأحمر يسمح للحوثيين بتعطيل قدر كبير من التجارة العالمية.

من جهته يقول محمد الباشا - محلل الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي للدراسات والأبحاث لـ أخبار الآن، أن تدفق الأسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن مستمر منذ عام 2013، ووجود سفن صيد إيرانية تدخل المياه اليمنية قبل "7 أكتوبر" تثير التساؤلات حول نوايا إيران ووعيها بالوضع، في حين أنه قد يشير إلى أن إيران كانت تستعد لدعم الحوثيين في صراع بحري. 

ويضيف الباشا "من المحتمل أن إيران رأت فرصة لزيادة دعمها للحوثيين خلال فترة انشغال القوات الأمريكية والإسرائيلية بصراعات أخرى، ومع ذلك، ليس لدي وضوح بشأن مدى المشاركة والتنسيق الإيراني، ويمكن أن تكون أسباب تأخر الحوثيين في المشاركة في المعركة الأخيرة مع إسرائيل واستهداف السفن في البحر الأحمر متعددة الأوجه،  وربما كانوا ينتظرون اللحظة الاستراتيجية المناسبة، أو يقيمون الوضع، أو ينسقون مع الجهات الفاعلة الأخرى، من الصعب استخلاص استنتاجات نهائية دون مزيد من المعلومات، ويثير دخول سفن الصيد الإيرانية إلى المياه اليمنية، خاصة خلال فترة التصعيد في بحر العرب والبحر الأحمر، مخاوف بشأن أنشطة التهريب المحتملة".

وجود سفن صيد إيرانية تدخل المياه اليمنية قبل "7 أكتوبر" تثير التساؤلات حول نوايا إيران ووعيها بالوضع، في حين أنه قد يشير إلى أن إيران كانت تستعد لدعم الحوثيين في صراع بحري

محمد الباشا
محلل الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي للدراسات والأبحاث

وهو ما يذهب إليه العميد الركن محمد الكميم - الخبير العسكري والإستراتيجي، والذي يقول لـ أخبار الآن "إيران تخطط لمعركة البحر الأحمر منذ زمن، ودائمًا ما كان يتحدث عنه الجيش والحكومة اليمنية من قبل ها هو يحدث الآن، فقد حذرت الحكومة اليمنية كثيرًا أن الحوثي يستعد لهذه المعركة جيدا، خصوصًا مع تدفق الكثير من الأسلحة البحرية من إيران إلى اليمن، كما أن الحوثي عمل على بناء منصات إطلاق صواريخ على السواحل اليمنية واستخدم الأسلحة البحرية والزوارق المفخخة وكثير من الأمور التي كانت تثبت أن الحوثي يستعد لهذه المعركة جيدا، وعندما جاءت معركة طوفان الأقصى حاولت إيران والحوثي استغلالها، وهذا يظهر جليًا من تصريح وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني في بداية استهداف مليشيا الحوثي للملاحة، عندما ادلى بتصريح لوكالات الإعلام  قائلاً "«كل الدول موجودة في هذه المنطقة، ولكن هذه المنطقة هي منطقتنا ولدينا سيطرة على تلك المنطقة، وبالتأكيد لا يستطيع أحد المناورة»"

وبحسب الكميم فأن الحوثي يعتبر شرطي إيران في المنطقة، وتعمل إيران على تضخيم دور الجماعة من خلال التسليح وكذلك البروباغندا الإعلامية. ويضيف لـ أخبار الآن "كخبراء عسكريين نعلم أن الأسلحة التي تهربها إيران إلى جماعة الحوثي هي أسلحة مخصصة لحرب خارج اليمن، مثل الصواريخ البالستية بعيدة المدى وقريبة المدى ومتوسطة المدى ونتكلم عن الطيران المسير الذي يضرب أهداف على آلاف الكيلومترات، ونتكلم اليوم على زوارق بحرية و صواريخ كروز المجنحة، فلا يمكن أن تكون هذه الأسلحة مخصصة للدفاع في اليمن أو أن تكون هذه الأسلحة مخصصة للحرب داخل اليمن نظرا للخواص الفنية والتكتيكية، وبالتالي فـ الإيرانيين يعززوا الحوثي بهذه الأسلحة لتأدية الدور الوظيفي المناط به، وهو استهداف المحيط الإقليمي ومصالح العالم في المنطقة وأيضا تهديد خطوط الملاحة البحرية كما يحدث اليوم". 

ففي ذلك الوقت أثار تصريح وزير الدفاع الإيراني الجدل، في اليمن والمنطقة، حيث أدانت الحكومة اليمنية ذلك التصريح على لسان معمر الإرياني - وزير الإعلام اليمني، الذي وصف تصرح اشتياني بـ "الإستفزازي" وأوضح أن هذه التصريحات تبين الهدف الحقيقي من إستهداف الملاحة بالبحر الإحمر، حيث أنها أسقطت محاولات جماعة الحوثي إيجاد غطاء سياسي وأخلاقي لتلك العمليات بربطها بما يحدث في عزة

استغلال حاجة الصيادين اليمنيين

بحسب عبدالله.م - والد أحد صيادي مديرية الدريهمي بالحديدة، يقول لـ أخبار الآن بأنه لم يرى ولده منذ أغسطس 2023، وذلك بعد أن أجبره الحوثيين على الذهاب في رحلة إلى الصومال، بمبرر جلب مواشي لأحد القيادات الذي يتبع جماعة الحوثي، لتنقطع به الأخبار منذ ذلك الحين ولا يعرفون عنه شيء حتى اللحظة، " في فبراير 2023 منعونا الحوثيين من الصيد، إلا بعد الدخول في الدورة الثقافية لمدة شهر، في مديرية باجل وبعدها قالوا لولدي أحمد أنهم لديهم له فرصة عمل في جلب الأبقار من الصومال، وبعدها ذهب ولدي معهم وعاد، أعطوه مبلغ حوالي 10 آلاف ريال سعودي، وعندما ذهب معهم للمرة الثانية لم يرجع"

الجدير بالذكر أن السلطات الأمنية التابعة لجماعة الحوثي منعت الصيادين من الصيد في محافظتي الحديدة وحجة، وفرض عليهم قيود لذلك في محاولة لإجبارهم على التجنيد والعمل لصالح الحوثيين، وذلك من خلال الجبايات المرتفعة التي تُفرض على الصيادين، حينها يجد الصيادين أنفسهم أمام إستغلال الحوثيين في تجنيدهم لتهريب المشتقات النفطية والاسلحة، والمخدرات، وذلك بحسب صيادين في المحافظتين لـ أخبار الآن.

في اواخر عام 2022 اعتقلت جماعة الحوثي (عمر.س 24 عام) في حملة أعتقالات شنتها الجماعة على الصيادين في محافظة الحديدة، وبعد أيام تواصل بأسرته وأخبرهم بأنه تم نقله إلى صنعاء لحضور دورة ثقافية، إلا الاتصال به إنقطع منذ ذلك اليوم، حتى مطلع مارس 2023 عندما ألقت القوات الأمريكية في الأسطول الخامس والبحرية البريطانيه في خليج عمان القبض على سفينة صيد محملة بقطع من الصواريخ البالستية كانت في طريقها من إيران إلى جماعة الحوثي، ليتم إعتقال عمر الذي كان على متن تلك السفينة، حيث تم تكليفه بالذهاب برفقة صيادين آخرين إلى إيران، ونقل شحنات أسلحة، وذلك بحسب إعترافاته لقوات خفر السواحل اليمنية


يومًا بعد آخر تتكشف الأدلة عن إرتباط هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية بإستراتيجية إيران في تهديد الملاحة بالبحر الأحمر، حيث أن تعزيز قدرات الحوثيين قبل عملية 7 أكتوبر من خلال زيادة ملحوظة في تهريب الأسلحة عبر سفن الصيد. يُظهر التوقيت والتخطيط الإيراني المنسق لتلك العمليات، ويوضح سعي إيران الدائم لتعزيز نفوذها الإقليمي وزعزعة استقرار المنطقة، ولكن يبقى السؤال الآن: كيف ستستجيب القوى الدولية لهذا التهديد المتزايد لضمان الاستقرار والسلام في المنطقة؟