جنان موسى والليلة المخيفة...

من منزلي، أسمع كل يوم عدة مرات صفارات إنذار سيارات الإسعاف تمر في الخارج. لا أفكر كثيرًا في أمرها - حتى وصل اليوم الذي أتت فيه هذه الصفارات من أجلي.

كنت قد عدت للتو مع زوجي وابني إلى شقتنا في دبي عندما شعرت فجأة بألم شديد في معدتي. جاء الألم من العدم. أذكر أنني تمنيت أن يزول الألم بسرعة.

لكنني إنتظرت دقيقة ولم يزل ثم دقيقتان ثم خمس دقائق.

هنا بدأت بالصراخ، كان الألم شديدًا.

استلقيت على السرير وقلت زوجي: " لم أشعر بهكذا ألم من قبل. اتصل بالإسعاف".

سألني أولاً: "هل أنتِ متأكدة، ألا تبالغين؟"

قلت بين صراخي "لا، سيارة إسعاف - الآن."

ثم سمعت زوجي يجري المكالمة بينما الأفكار تتسارع في رأسي: "ماذا يمكن أن يكون هذا الألم الجنوني؟ أذكر أنني شعرت بالقلق ثم الخوف ثم القليل من الذعر.

"هل سينتهي هذا الأمر على خير؟"

ومع ازدياد حدة الألم، سمعت باب شقتنا يُفتح بقوة.

دخل رجل يرتدي خوذة إلى الغرفة.

كان مسعفًا طبيًا وصل إلى منزلنا على متن دراجة نارية بعد ثلاث دقائق من مكالمة زوجي. 

أجرى المسعف بعض الفحوصات الطبية الأساسية وأعطاني مسكنًا للألم.

سمعته يقول "أسرعوا بسيارة الإسعاف".

قال لي "لا تقلقي، سيكون كل شيء على ما يرام".

في غضون خمس دقائق سمعت من بعيد صوت صفارة الإنذار.

أصبح صوت صفارة الإنذار أعلى وأعلى.

ثم توقفت.

قال المستجيب الأول: "لقد وصلوا".

أدخل زوجي طاقم الإسعاف إلى شقتنا.

كان ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات تقريبًا يركض في الصالة ويصرخ بأعلى صوته: "طوارئ، طوارئ!"

أدرك بوضوح أن شيئًا غريبًا يحدث في المنزل.

بعدها أذكر أنني كنت مستلقية على نقالة في سيارة الإسعاف.

بأقصى سرعة انطلق الإسعاف على طريق الشيخ زايد إلى مستشفى قريب حيث تم تشخيص حالتي: نوبة وجع حادة بسبب حصى في المرارة.

وجدوا في مرارتي 150 حصوة وأصابني هذا الوجع الحاد لأن بعضها كان يتحرك وربما يتنقل إلى أعضاء أخرى.

قال الطبيب: "هذا مؤلم للغاية. أنصح بإجراء عملية جراحية لإزالة المرارة فورا."

في هذه الأثناء، كان زوجي وابني قد وصلا بسيارتنا إلى المستشفى.

سألني ابني الصغير: "أمي، هل أنتِ مريضة؟" قلت له: "لا تقلق يا عزيزي، هذه مجرد لعبة."

قال: "هل يمكنني أن ابقى هنا للنوم تحت سريرك؟"

بعد 36 ساعة خضعت لعملية جراحية.

ولحسن حظي، إن إزالة المرارة ليست سوى عملية بسيطة تستمر لساعتين. 

بعد بضعة أيام في المستشفى سُمح لي بالعودة إلى المنزل.

عندما دخلت شقتنا، أدركت كيف يمكن أن تتغير الأمور بسرعة في حياتك.

كل شيء كان على ما يرام مرة أخرى ولكن ماذا لو لم تعد الأمور إلى طبيعتها؟ إنها فكرة مخيفة..

ركض ابني الصغير نحوي وقال مبتسمًا: "أمي، هل عدتِ إلى المنزل؟ هل كنتِ تنظرين كل ليلة تحت السرير لتعرفي إن كنت أختبىء هناك؟"

بالطبع، كدت أبكي وأنا أنظر إلى عينيه الخضراوين الكبيرتين.

وتعهدت بأن أتعامل مع صحتي بجدية أكبر. وأن أستمع إلى جسدي بشكل أفضل.

وأن أجري فحوصات منتظمة، وأن أتناول طعاماً صحياً أكثر، وأن أمارس المزيد من الرياضة.

وأن أقدر كوني بصحة جيدة. فأنا مدينة بذلك لنفسي ولأحبابي.