ناركوس الحرس الثوري
إليكم أسرار قادة تجّار المخدّرات
أخبار الآن | دبي - 22 ديسمبر 2023
على مدار تاريخها، أي منذ 45 عاماً، بقيت إيران متورّطة في تجارة المخدّرات، إذ تعتبر إحدى الدول الرئيسية التي يتمّ تهريب المخدّرات عبرَها. ووفقاً لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة، فإنّه يتمّ تهريب 75 % من أفيون العالم، و25 % من الهيروين والمورفين، من إيران.
بدءاً من منتصف الثمانينيات، وتزامناً مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط إبّان الحرب الإيرانية – العراقية، أصبح الحرس الثوري الإيراني متورّطاً بشكل كبير في تجارةِ المخدّرات، في ذلك الوقت، وبسبب العقوبات الأميركية، واجهت إيران صعوبات في الحصول على الأسلحة الضرورية التي تحتاجها، فلجأت إلى كارتلات المخدّرات الرئيسية في أوروبا الشرقية لحلّ تلك المشكلة.
وقد تحدّث محسن رفيق دوست، وزير الحرس الثوري الإيراني آنذاك، في مذكراته عن مساعدة الحكومة البلغارية في تزويد إيران بالأسلحة اللازمة خلال الحرب الإيرانية العراقية. وفي السنوات التي تلت الحرب، بات الاتجارُ بالمخدّرات يشكّل مورداً مالياً مهمّاً لقادة كبار في الحرس الثوري الإيراني، الذين راح يقوى نفوذُهم تدريجياً داخلَ هيكلية النظام السياسي الإيراني.
بات الاتجارُ بالمخدّرات يشكّل مورداً مالياً مهمّاً لقادة كبار في الحرس الثوري الإيراني، الذين راح يقوى نفوذُهم تدريجياً داخلَ هيكلية النظام السياسي الإيراني
في المناظرة الرئاسية العام 2017، خاطب حسن روحاني، الأمينُ السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك، محمد باقر قاليباف الذي كان رئيس بلدية طهران حينها ورئيسَ الشرطة السابق، قائلاً: “لو لم أتولَّ قضيتَك العام 2005، ولو لم أتجادل مع بعض أعضاء الأمانة لإبقاء القضية سريّة، ولو لم أرحمْك، لما كنت جالساً هنا الآن”
كان روحاني حينها يقصد في حديثه القضية التي أثيرت حول تبرّع إحدى كارتيلات المخدّرات الكبرى بتريليون تومان إيراني لحملة قاليباف الإنتخابية. وحينها، لم يرد قاليباف على تلك التهمة
أوائل العقدِ الأوّل من القرن الحادي والعشرين، تحوّلت أهدافُ إيران وقادة الحرس الثوري الإيراني، ورؤساء وكالات الاستخبارات في عمليات تهريب المخدرات، إلى السعي وراءَ 3 أهداف
أولاً: توفيرُ الإيرادات من سوقِ المخدّرات المربِحة تحتَ ذريعة دينية، تتمثلُ في إيصالِ الشباب الأوروبي إلى الدمار من خلال الإدمانِ على المخدّرات
ثانياً: القضاء على المعارضين السياسيين لجمهورية إيران الإسلامية في الخارج، وخلق جوٍّ من الشعور بعدم الأمان النفسي عند المعارضين
ثالثاً: تمويلُ الميليشيات المدعومة من جمهورية إيران
ومنذ ذلك الحين، أصبح للمافيا وجودٌ مهم في المشهد السياسي الإيراني
ناجي شريفي زندشتي
نُشرت السنة الماضية صورة لناجي شريفي زندشتي أثناء تكريمه من قبل لجنة إغاثة الإمام الخميني في أورميا، وذلك لتبرعاتِه الكبيرة للمدينة. وقبل ذلك بعامين، أقام نائبُ وزير التربية حفلاً لتكريم المتبرعين الذين ساهموا في بناء المدارس، وكان زندشتي أحدَهُم
في السنوات الأخيرة، حاول زندشتي من خلال مؤسسة نيكوكاري ساتاره زندشت، تصوير نفسه على أنّه فاعل خير، إلّا أنّه كان من أهم مهرّبي المخدّرات في إيران على مدى العقد الماضي، إذ عمل كعميل لفيلقِ الحرس الثوري الإيراني، وتعاون مع وكالتين إستخباريتين في الجمهورية الإسلامية، وكذلك عمل مع وزارة الاستخبارات ومنظمة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني. فمن هو هذا الرجل؟
زندشتي مكرماً في إيران على أنه فاعل خير
في الـ 19 من عمرِه عندما تزوج من ليلى تيمورزاده. وبعد ذلك بعامين، أي العام 1997، قُبض عليه أثناء صفقة مخدّرات ليحكم عليه بالسجنِ مدى الحياة، ولكن بعد مرور عامين، قام هو وزميلٌ له في السجن يدعى إسفنديار ريجي، بقتلِ حارس أثناء نقلِهما من السجن إلى المحكمة، ومن ثمّ لاذا بالفرار
فرّ زندشتي إلى تركيا وقد واصل عملَه في تهريب المخدّرات، وهناك سعى إلى بناء ملاذ سياسي آمن لنفسه، من خلال التحالف مع فتح الله غولن، وهو سياسي تركي معروف. وفي سبتمبر العام 2007، قُبضَ على زندشتي في إسطنبول بينما كان بحوزته 77 كيلوغراماً من الهيروين. حينها طالب المدعي العام بسجنه مدى الحياة، لكنّ زندشتي تعاون مع الحكومة التركية وشهد ضدّ عدّة أفراد في واحدة من أشهر القضايا السياسية في تركيا، ما أدّى إلى إطلاق سراحِه بعد 3 سنوات
تلك الشحنة كانت تعود إلى 6 من كبار تجّار المخدّرات في إسطنبول وأمستردام وبروكسل، اكتشف أصحابُ الشحنة غيرُ الراغبين في خسارةِ استثماراتِهم، أنّ زندشتي هو مَنْ كشف أمر الشحنة، فهدّدوه بالقتل عبر رسائل بريدية وكان الرد في إسطنبول
ففي سبتمبر العام 2014، أمطروا سيارته بالرصاص معتقدين أنّ زندشتي كان داخلها، لكن من كان في السيارة ابنته الكبرى أفين فقط، وكان وندشتي يُطلق عليها اسم أرزو، وكانت عمرها 19 عاماً. وهكذا، زندشتي الذي لم يكن يعرف أيّاً من شركائه السابقين، كان مسؤولاً عن مقتل ابنته، فقرّر الانتقام منهم جميعاً، ومن هنا حدثت سلسلةُ جرائم قتل في أجزاء مختلفة من العالم
زندشتي ينتقم لابنته بسلسلة جرائم
بدأ زندشتي عملية الانتقام، فتّم اغتيال بارفيز كيشافارز، المعروف أيضاً باسم سيتين كوتش، الذي اغتيل في مايو العام 2016 في الخليج على يد إثنين من رجال العصابات الكنديين. وقد قُتل هؤلاء في كندا بعد أسبوعين من تعقّب الشرطة لهما
في أبريل العام 2018، أوقفت الشرطة التركية، بناءً على طلب الحكومة اليونانية، زندشتي و9 أشخاص على علاقة به، بينهم زوجتُه ليلى. ثمّ تمَّ إطلاقُ سراحه وهو كان قيد التحقيق لاتهامِه بتنفيذ 10 جرائمِ قتل، وذلك بعد 6 أشهر إثر تدخل برهان كوزو، وهو أحد كبار مستشاري رجب طيب أردوغان، وعضو اللجنة الدستورية التركية. وكان كوزو صرح بأنّ إطلاق سراح زندشتي يأتي في إطار الجهودِ المبذولة لتحسين العلاقات بين حكومتي تركيا وجمهورية إيران، وكان ذلك مؤشّراً على أنّ زندشتي قد تفاوض مع النظام الإيراني لتنفيذ مشروعه الانتقامي
طوال تلك السنوات، قام زندشتي بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني بنقلِ مئات الأطنان من المخدّرات عبر تركيا وإقليم كردستان العراق إلى أوروبا، وهي تجارة مربحة للغاية لكلا الطرفين. وقبل ذلك بـ 3 سنوات، قام زندشتي وعصابتُه بالتعاونِ مع الحرس الثوري الإيراني بتنفيذ اغتيالات وخطف بحقِّ المعارضين لسياسة جمهورية إيران، فتمَّ استهداف محمد رضا كولاهي صمدي، العضو السابق في مجاهدي خلق الإيرانية وأحد المشتبه بهم في تفجير مقرّ حزب الجمهورية الإسلامية العام 1981، وقد تمّ اغتياله على يد شخصين مجهولين في هولندا في ديسمبر العام 2015. وقد أمر زندشتي بتنفيذ العملية
في نوفمبر 2017، اغتالت هذه العصابة أيضاً أحمد موللا نيسي، عضو الحركة الإنفصالية العربية في الأهواز، وقد نُفذت هذه العملية في لاهاي. لكن عملية اغتيال حبيب نبجان، مؤسس حركة النضال العربي لتحرير الأهواز في الدنمارك، باءت بالفشل
وفي وقت لاحق من العام 2020، أوقفت الشرطة الدنماركية ثلاثة أعضاء من الحركة الأهوازية بتهمة الإرهاب في إيران. وكانت حركةُ النضال العربي لتحرير الأهواز قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم على عرض عسكري في الأهواز في سبتمبر العام 2018، والذي أسفر عن مقتل 25 شخصاً
وفي أبريل العام 2017، قُتل سعيد كريميان، مدير شبكة تلفزيون “جيم” الذي يبث برامجه من الإمارات، وشريكه الكويتي محمد متعب الشلاحي، في هجوم مسلّح على سيارتهما في منطقة ساريير في إسطنبول. ونفذ العملية شخصان. وبحسب الشرطة التركية، فإنّ أحدَهُما، الذي لا يزال طليقاً، هو علي كوجاك، سائق زندشتي وحارسُه الشخصي، كما كان متورّطاً في عملية الاغتيال هذه دبلوماسيان من الجمهورية الإيرانية
سعيد كريميان
محمد متعب الشلاحي
اللحظات الأولى عقب اغتيال كريميان والشلاحي في إسطنبول
اللحظات الأولى عقب اغتيال كريميان والشلاحي في إسطنبول
وفي نوفمبر العام 2019، اغتيل مسعود مولوي، مؤسس قناة الصندوق الأسود على تلغرام، وهذه القناة كانت قد نشرت معلومات سرّية عن نظام الجمهورية الإسلامية، وهو كان مساعداً سابقاً في وزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد اغتيل في اسطنبول. وبحسب مسؤولين أمنيين أتراك، فإنّ مرتكب جريمة القتل تلك هو عبد الوهاب كوجاك البستاني في فيلا زندشتي في إسطنبول وشقيق علي كوجاك
بعد أقل من عام، في سبتمبر العام 2020، ووفقاً لمسؤولين أمنيين أتراك، اختطفت عصابة ناجي شريفي زندشتي حبيب أسيود، الناشط العربي من الأهواز والمعارض للجمهورية الإسلامية، الذي جاء من السويد إلى تركيا، وسلمته تركيا إلى إيران. بعد بضعة أيّام، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان له أنّ جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني ألقى القبض على حبيب أسيود الذي تمّ إعدامه في إيران في مايو من ذلك العام. ولاحقاً اعتقلت الشرطة التركية 13 شخصاً في قضية حبيب أسيود
مصدر مطّلع مقرب من زندشتي قال لـ”أخبار الآن” إنّه مقابل ذلك التعاون سمح الحرس الثوري الإيراني لزندشتي بتوزيع المخدّرات في إيران. وفي أبريل من هذا العام، أبلغ مصدر حصري “أخبار الآن” أنّ زندشتي أصبح اللاعب الرئيسي في سوق المخدّرات الإيرانية، بمساعدة مسؤولي الحرس الثوري الإيراني لدرجة أنّ أكثر من 35 % من المخدرات الموزعة في سوق طهران، تعود إلى زندشتي
وبحسب ذلك التقرير، فإنّ عصابة زندشتي تسيطر على نحو 20 % من تجارة المخدّرات في إيران. وغالباً ما تكون عملية ضبط بعض المخدّرات التابعة لزندشتي نتيجةً للصراعات مع دوائر تهريب المخدرات الأخرى داخل الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، فإنّ عصابة زندشتي هي المهيمنة في سوق المخدّرات وبين مجموعات المافيا
الفيلا الخاصة بزندشتي في اسطنبول بسيارات باهظة الثمن ولوحات ترخيص شخصية
في السنوات الأخيرة شكّل زندشتي دائرة مقرّبة تتألف من رجال السلطة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وأطلق على تلك الدائرة تسمية “نادي الأصدقاء”، وتضمّ تلك المجموعة كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني والعديد من الأعضاء رفيعي المستوى في مجلس الأمن القومي، ومسؤولين من بلدية طهران وعدد من أعضاء البرلمان
وفي يونيو العام 2023، استقال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ووفق لما قال مصدر إيراني مطّلع لـ”أخبار الآن“، فإنّ سبب استقالته هو الكشف عن دوره كعضو رئيسي في الدائرة الحكومية الداخلية لناجي شريفي زندشتي
ووفق المعلومات الخاصة، فقد تلقى علي شمخاني الذي كان أيضاً حلقةَ الوصلِ الرئيسية بين زندشتي ووزارةِ المخابرات، ما لا يقل عن 3 ملايين ونصف مليون دولار سنوياً كرشاوى من ذلك التاجر. وبحسب المعلومات، فإنّ شمخاني كان يستخدمُ بشكلٍ منتظم المخدّرات التي قدّمَها له زندشتي خلال زياراته إلى توشال للتنزه
غلام رضا بغباني
غلام رضا بغباني
غلام رضا بغباني
غلام رضا بغباني، هو القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في محافظة سيستان وبلوشستان. والمعروف بأنّه قائد عمليات تهريب المخدّرات في الحرس الثوري.
قبل 12 عاماً، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتٍ على غلام رضا بغباني لمساعدته في نقل المخدّرات. ووفقاً للحكومة الأميركية، فإنّ بغباني كان يشارك في إنتاج الهيروين ويسهّل تهريبَ المخدّرات عن طريقِ فتحِ الحدود، وقد سمح بغباني لتجّار المخدّرات الأفغان بنقل المخدّرات عبر الأراضي الإيرانية إلى الدول الأوروبية\ مقابل نقلِهم الأسلحة والذخائر إلى قواتِ طالبان في أفغانستان
بغباني الذي كان يسيطر على المناطق الحدودية الأفغانية، كذلك قام بتسهيل تهريبِ المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الهيروين، كما فتح طرقاً لتجّار المخدّرات الأفغان لنقل شحنات الأفيون إلى إيران.
وقبل 7 سنوات، ضبطت السلطات الأمنية الإيطالية شحنةً لتهريبِ المخدّرات كانت متّجهةً إلى أوروبا. ووفقاً لمسؤولين إيطاليين، كان 9 مواطنين عراقيين ينتمون إلى قوّاتِ الحشد الشعبي، وهي مجموعاتٌ مرتبطة موالية لإيران، يرسلون شحناتِ المخدّرات إلى العراق وتركيا، ومنها إلى إيطاليا وأوروبا بتوجيهٍ من غلام رضا بغباني
غلام رضا بغباني مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في مطار بغداد بالعراق العام 2020
غلام رضا بغباني مع قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قتل في مطار بغداد بالعراق العام 2020
والعام 2008، ذكرت قناة الشرقية نقلاً عن الهيئة الدولية لمكافحة المخدّرات، أنّ العراق أصبح نقطةَ عبورٍ للهيروين. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنّ الحدود العراقية الإيرانية أصبحت بوابةَ تهريبِ المخدّرات إلى دول الخليج وتركيا وبلغاريا. وقال مستشارُ وزيرِ الداخلية العراقي إنّ إيران هي المصدرُ الرئيسي للمخدرات التي تتدفق إلى العراق.
شغل غلام رضا بغباني لفترةٍ طويلة منصبَ رئيسِ التدريب في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في قاعدة الإمام علي. وفي وقت لاحق، أصبح نائبَ قائدِ فيلق سلمان في سيستان وبلوشستان، ثمّ تمّ تعيينُه قائداً لفيلقِ الأنصار في المحافظة. وكان هذا الفيلق مسؤولاً عن تأمين الحدود الإيرانية الأفغانية، وكان صلةَ الوصلِ بين حركةِ طالبان وفيلقِ القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وقواتِ الحشدِ الشعبي في العراق
عظيم آغاجاني وسيد أحمد طهماسبي
مصادرُ قليلة قريبة من المعارضة الإيرانية تحدّثت عن اتهامِ عظيم آغاجاني وسيد أحمد طهماسبي بتهريبِ 130 كيلوغراماً من الهيروين إلى نيجيريا، إلّا أنّ هذا الخبر لم يكن صحيحاً
فكلاهما عضوانِ في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتمّ اعتقالُهما في نوفمبر 2010 في لاغوس في نيجيريا، بتهمة تهريبِ الأسلحة إلى غامبيا، وقد تنكروا في هيئة تجّار مواد بناء، وأخفوا كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في 13 حاويةً من مواد البناء. بعد هذه الحادثة، قطعت غامبيا علاقاتِها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية
ووفقاً لما عُرض أمام المحكمة، فإنّ الشحنة التي أخفاها الحرسُ الثوري الإيراني في الحاويات المذكورة، تضمّنت قنابلَ وقنابلَ يدوية وصواريخ. وكان مدى بعضِ الصواريخ يبلغ 8.5 كيلومتراً، كما يبلغُ قِطرُها التدميري نحو إثني عشرَ متراً. وتمّ تحميل هذه الأسلحة في بندر عباس جنوبَ إيران.
والعام 2012، وضعت الأممُ المتحدة عظيم آغاجاني على قائمةِ العقوبات الخاصة بها لانتهاكِهِ حظرَ الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية.
وقبلَ 3 سنوات، وبعد انقضاءِ مدّةِ الحظرِ المفروض على الأسلحة في إيران بموجب القرارِ الأممي رقم 2231، المرتبط بخطة العمل الشاملة المشتركة، تمّت إزالةُ اسم آغاجاني من قائمةِ العقوبات.
عبدالله اراغي
العام 2011، ذكرت صحيفة التايمز نقلاً عن مسؤول سابقٍ في الحرسِ الثوري الإيراني، أنّ الجنرال عبد الله أراغي، الذي كان آنذاك قائدَ فيلقِ محمد رسول الله في طهران، كان متورطاً مع مافيا المخدّرات في أوروبا الشرقية.
وفي العامِ نفسِه، فرضَ الاتحادُ الأوروبي ووزارةُ الخزانة الأمريكية عليه عقوباتٍ للدورِ الذي لعبَهُ في قمعِ معارضي النظام الإيراني خلال الاحتجاجات التي حدثت إعتراضاً على تزوير الانتخابات الرئاسية العام 2009.
منصور الرسولي وبهمان حاتمي
في ربيع العام 2022، وجهت وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد ضربة قاسية لجهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني. فقد استجوب فريق تابع للموساد منصور رسولي داخلَ إيران وحصل منه على اعترافٍ بالتخطيط لاغتيال ثلاثة أفراد من الحرس الثوري الإيراني المتواجدين خارج إيران، وهم مواطن إسرائيلي في تركيا، وصحافي في فرنسا، وجنرال أمريكي في ألمانيا.
كان رسولي فرداً في عصابة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني، والتي أتيحت لها فرصة تهريب المخدّرات عبر تعاونية دالابار الحدودية، مقابل التعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
إلّا أنّ زعيم المجموعة هو بهمن حاتمي، من عائلة بروت هاشمي، وهو شيخ قبيلة هركي وقد توفي العام الماضي. وأطلق عليه الأكراد الذين يعارضون الجمهورية الإسلامية لقب “الجاش”، وهو مصطلح يُستخدم في المفردات السياسية في تلك المنطقة ويشير إلى الأفراد الذين يخونون شعبهم من أجل الجمهورية الإسلامية.
عائلة حاتمي معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع قادة الحرس الثوري الإيراني ومع المؤسسة الحاكمة. قبل عامين، بعد تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، أعرب بروت حاتمي، وعدد من الأشخاص عن دعمهم للحرس الثوري الإيراني في مقطع فيديو، وعرّفوا عن أنفسهم كأعضاء في الحرس الثوري الإيراني.
تعاون منصور رسولي مع الوحدة 840 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ العمليات والاغتيالات خارج الحدود الإقليمية للجمهورية الإسلامية في أنحاء مختلفة من العالم.
وبعد أقل من شهر على هذا الحادث، اغتيل حسن صياد خودايي، نائب قائد الوحدة 840 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في طهران. وهو كان قد خطط للعديد من العمليات التي نفذها أفراد الحرس الثوري الإيراني في الخارج.
وفي ربيع هذا العام، انتشرت أنباء عن صدور أحكام بالإعدام على خمسة أشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، أحدهم منصور رسولي. واكتشفت أجهزة الأمن في الجمهورية الإسلامية أنّه سرّب مكان وجود حسن صياد خوداي إلى الموساد، لكن بهمان حاتمي لا يزال يمارس أعماله في إقليم كردستان العراق، ولا يزال متورّطاً في تهرّيب المخدرات لصالح الحرس الثوري الإيراني.