"فقدت كل عائلتي"
شهادات حية ومشاهد مؤلمة لزلزال سوريا وتركيا
أخبار الآن - حسن شرف
ما الذي حدث خلال لحظات الزلزال وما بعدها؟
صورة جوية تظهر الدمار الناجم عن زلزالين في وسط كهرمان مرعش في جنوب تركيا
صورة جوية تظهر الدمار الناجم عن زلزالين في وسط كهرمان مرعش في جنوب تركيا
في السادس من فبراير من عام 2023
وفي يوم عابر بين الحياة اليومية والكوارث الطبيعية، هزت هزات أرضية بقوة 7.8 درجات تركيا وسوريا، مما أدى إلى تحول حياة الآلاف إلى كابوس حقيقي.
هنا كانت أحلامنا.. لكنها تحت الرُكام
في تسلسل زمني مروع، وبعد بضع ساعات فقط، هز زلزال آخر المنطقة بقوة 7.6 درجات، ليشكلان معًا كارثة تمثل نقطة تحول في تاريخ هاتين الدولتين.
الأرقام لا يمكنها التعبير عن حجم المأساة والكلمات عاجزة أمام وصف هول ما حدث.
فقد أدّى الزلزال إلى وفاة 53537 شخصا وإصابة 107213 في تركيا وفق أحدث حصيلة صدرت عن وزارة الداخلية، ويرتفع إجمالي القتلى إلى حوالى 60 ألفا، إذا ما أضيف إلى الحصيلة التركية 1414 قتيلا تم إحصاؤهم رسميا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، فضلا عن أكثر من 4500 قتيل في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، وبهذا تكون فقدت سوريا ما يقرب من 6000 من أبنائها
آخر ما سمعته ليلة الزلزال، كان صوت أمي، بعدها بثواني سقط البيت المكون من 3 طوابق فوق رؤوسنا، فقدت 9 من أسرتي، ولم ينجو من هذه الكارثة سوى 2 من أشقائي ونجلي حسين، ونعيش معًا في خيمة حتى هذا اليوم.
إبراهيم الأسود
مواطن سوري فقد أسرته في الزلزال
تلك اللحظات العصيبة لم تكن محدودة بالخسائر البشرية، بل تجاوزت آثارها لتلامس جميع جوانب الحياة
حيث شكل الزلزال ضربة موجعة للاقتصاد في البلدين. تأثيره الوخيم على الصناعات، والبنية التحتية، والحياة اليومية للمواطنين يظل واضحًا، فرض تحديات هائلة تتطلب استجابة فورية وفعّالة.
وعلى إثر الزلزال، الذي دمر منازل ملايين الأشخاص في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين أو النازحين.
قدّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خسائر تركيا جراء الزلزال "بحوالي 104 مليارات دولار"، في حين قدرت الأمم المتحدة تكلفة الإصلاحات العاجلة في سوريا بـ14,8 مليار دولار.
ليلة الزلزال، لا يمكن أن أنساها، اشتريت هاتفًا جديدًا وكانت أول مرة أصور فيها ابنتي التي فقدتها في الزلزال. شعرت بالهزة، ولكن لم أكن أتوقع حجم الزلزال، فقدت أسرتي ولم يتبقى سوى طفل واحد.
حسين العلي
مواطن سوري فقد أسرته في الزلزال
طال الزلزال 11 محافظة تركية تمتدّ مساحتها على 120 ألف كيلومتر مربع، مؤثّرا بمستويات متفاوتة على 14 مليون مواطن تركي، وهو الأمر الذي يجعله من الأقوى في تاريخ العالم من حيث منطقة التأثير.
وتسبّبت الهزات الارتدادية بتدمير 38901 مبنى، وفق وزارة الداخلية التي أفادت بإقامة 645 ألف خيمة لإيواء 2,5 مليون شخص مؤقتا.
وأوفد إلى المناطق المتضرّرة 650 ألف عنصر إغاثة، من بينهم 11500 أتوا من الخارج. وبعد حوالى سنة على وقوع الكارثة، ما زال نحو 700 ألف شخص يعيشون في 414 مجمّعا مشكّلا من حاويات.
وفي المجموع، تضرّر أكثر من 2,3 مليون مبنى بفعل الزلزال، من بينها 60421 مبنى دمّرت أو ستدّمر عما قريب بسبب هشاشة ركائزها. ورفعت الأنقاض بنسبة 91 %.
وأوفد إلى المناطق المتضرّرة 650 ألف عنصر إغاثة، من بينهم 11500 أتوا من الخارج.
أولى طواقم الإغاثة أرسلت اعتبارًا مــــن الســـاعة 5,45 بالتوقيت المحلي ونُصبت أولى الخيم عند الساعة 11,25، وذلك بعد وقوع الزلزال عند الساعة 4,17
علي يرلي قايا
وزير الداخلية التركي
ألقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باللوم في عدد القتلى الكبير على مطوري عقارات فاسدين دفعوا أموالا لمفتّشين محليين من أجل استخدام مواد بناء رخيصة وإنشاء طوابق إضافية بشكل غير قانوني.
وأوقفت الشرطة التركية حوالى 200 مقاول ومطور في أعقاب الزلزال مباشرة. وحاول البعض الفرار إلى الخارج وتم احتجازهم في مطارات إسطنبول. لكن يخشى محامون يقومون بتمثيل عائلات الضحايا أن العديد من المقاولين سيفلتون من ذلك بسبب اختفاء الكثير من الأدلة التي ستدينهم عندما قامت الجرافات بإزالة الأنقاض.
وبالإضافة إلى ذلك، من غير الممكن إطلاق تحقيقات مع المسؤولين العموميين الذين وافقوا على تراخيص البناء ووقعوا على عمليات التفتيش على السلامة إلا بإذن وزارة الداخلية التي تبدو غائبة عن المشهد.
وتؤكد نباهات باكالا التي فقدت زوجها وابنتها وحفيدتها في الزلزال، أنها قامت مرارا بتحذير المقاولين من أنهم يقومون بالبناء على أرض غير مستقرة وينتهكون قواعد السلامة. وتوضح السيدة البالغة من العمر (68 عاما): "قاموا ببناء غرفة للصلاة تحت الطابق الأول. وقاموا بقطع الأعمدة الداعمة " مشيرة إلى أن جدران شقتها بدأت بالتضرر من المياه. وتابعت "لكن قام المقاولون بتهديد ابني عندما حذرناهم".
سلم الرئيس التركي مفاتيح أول 7 آلاف مسكن لعائلات في هاتاي سُحبت أسماؤها بالقرعة.
وقال إن "الهدف هو تسليم ما بين 15 إلى 20 ألف منزل شهرياً". وأضاف أمام عدد من الناجين "من المستحيل أن نعيد الأحياء الذين فقدناهم، ولكن يمكننا تعويض خسائركم الأخرى".
ودعا إردوغان الذي دشّن أيضًا مستشفى بسعة 200 سرير في الإسكندرونة على ساحل هاتاي، المواطنين إلى "الوثوق بالدولة والوثوق به".
ودفعت تركيا ثمناً باهظاً بسبب رداءة نوعية البناء، وفساد مطوري عقارات متهمين ببناء مساكن على أراض غير مستقرة في انتهاك لقواعد السلامة وباستخدام مواد بناء رخيصة وإنشاء طوابق إضافية بشكل غير قانوني، على الرغم من مخاطر الزلازل العالية في البلاد.
وانهارت المباني في ثوان على غرار ما حصل في مدينة أبرار في كهرمان مرعش حيث سقط 1400 قتيل، أو مشروع "رونيسانس" الفاخر في أنطاكيا الذي انهار على المئات من سكانه.
وبعد سنة على وقوع الكارثة، ما زال نحو 700 ألف شخص يعيشون في 414 مجمّعا مشكّلا من حاويات في تركيا، فيما لا يزال آلاف الأسر يعيشون في خيام في الشمال السوري.
وفي المجموع، تضرّر أكثر من 2,3 مليون مبنى بفعل الزلزال، من بينها 60421 مبنى دمّرت أو ستدّمر عما قريب بسبب هشاشة ركائزها. ورفعت الأنقاض بنسبة 91 %.
لمشاهدة الفيلم الذي يوثق ما حدث في الشمال السوري