"الحوثيون أخرجوني وأخرجوا المئات من منازلنا لتحويل ميناء رأس عيسى إلى قاعدة عسكرية".. ضحايا أفعال الحرس الثوري الإيراني في الحديدة
تم إخفائي قسراً، تم تهديدي بالتصفية وترهيبي بأولادي، اتهموني بالانتساب لداعش وتهديدي بتفجير منزلي.. كل ذلك بهدف تمكين إيران من ميناء "رأس عيسى" بالحديدة لهدف ظاهري وهو التجارة ولكن أهداف أخرى خفية نكشفها لكم بالتحقيق التالي
شاب عشريني يوثق تهجير الحوثيين: خسر عمله وبيته في الساحل الغربي
أنور الشريف أحد سكان الحديدة وهو شاب عشريني تعرض وأسرته للعديد من المضايقات من قبل الحوثيين حتى وصل الأمر لتهجيره من قريته.
"كنت أدرس وكنا نعمل مع مجارينا هكذا. كانت الأمور مستقرة، وكانت الحياة مستقرة. كنا نعيش حياتنا بشكل طبيعي جدا. ولكن بعدما جاء الحوثيون وقاموا بإجراءات تعسفية عديدة، وابتزاز المواطنين، اضطررنا إلى النزوح وترك منازلنا. اضطررنا إلى مغادرتها، والآن أنا مقيم في المخا. الحوثيون هجروا كثيرا من أسرتي ومن جيراننا ومن أبناء المنطقة".
وتابع: "أثناء عملية التهجير فقد حاول الحوثيون السيطرة على مزارع وأدوات الصيد، لأن الإنسان في الساحل التهامي يعتمد بشكل كبير على الزراعة والصيد وقاموا بابتزازهم وأخذوا مزارعهم وهجروهم، حرب الحوثيين أثرت علينا كثيرا، ومزقت نسيجنا الاجتماعي. لم تعد الأسر تعيش مع بعضها البعض في مكان واحد، بل أصبح كل فرد في مكان مختلف. بعض الأسر ماتت، وبعضها نزحت، وبعضها استقرت في المخا".
"أنا رأيت بعيني قبل تهجير الناس، قام الحوثيون بالعديد من العمليات، مثل تجنيد الأطفال في المراكز الصيفية، وفرض مجهود حربي، وإرغام الناس على المشاركة في احتفالاتهم ومناسباتهم. مارسوا على الناس أساليب عديدة حتى طفشوهم وهجروهم، بهدف السيطرة على مزارعهم وممتلكاتهم وبيوتهم. وأتوا بأسماء شركات وهمية، سواء كانت أمنية أو تجارية، لا وجود لها على أرض الواقع، وجلبوا عقود مصورة وقالوا إنهم يمتلكون هذه القرى أو تلك الممتلكات".
وختم بالقول: " نتمنى أن يزول الحوثيون وأن يعيش اليمنيون بشكل عام، وليس أبناء تهامة فقط، حياة كريمة. لأن الحوثيين تعاملهم القذر أضر بالجميع".
هكذا يصف الشاب العشريني معاناة الأسر في تلك القرى اليمنية التي مارس فيها الحوثيون شتى أساليب الاعتداءات على الأهالي فلم يقتصر الأمر على مجرد تهجير الأسر فقط
صور حصرية تظهر ردم البحر لإنشاء لسان بحري
تتبعنا الموضوع وتمكنا من الحصول على صور سرية لأن الجماعة في المنطقة متحفظون للغاية. الصور تكشف كيف قامت جماعة الحوثي بأمر من إيران بردم البحر في ميناء رأس عيسى لإنشاء لسان بحري يسمح للسفن بالرسو، مما يثير العديد من التساؤلات حول نواياهم الحقيقية.
الصور تظهر ميناء رأس عيسى قبل وبعد اللسان البحري الذي قامت به جماعة الحوثي في الميناء
ميناء رأس عيسى - قبل
ميناء رأس عيسى - بعد
لسان البحر.. بوابة للتوسع العسكري والتلوث
تحدثنا مع حسن المنصوب، خبير بيئي، الذي أوضح أهمية لسان البحر للحوثيين وتأثيره على النظام البيئي واليمنيين، قائلاً: "لسان البحر هو ميناء صغير لرسو القوارب، يوفر ملاذاً آمناً للقوارب الصغيرة ويدعم النشاطات البحرية المحلية مثل الصيد والنقل البحري. تكمن أهميته في تسهيل حركة النقل البحري وتخفيف الازدحام في الموانئ الكبيرة، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي في رأس عيسى الذي يعزز التجارة البحرية في المنطقة. التوسع في الميناء يمكن أن يستقبل السفن الكبيرة ويعزز القدرات اللوجستية للحوثيين للاستخدامات العسكرية والتجارية".
وأضاف المنصوب: "ردم البحر وإنشاء لسان البحر يحمل مخاطر بيئية كبيرة، منها تدمير المواطن الطبيعية للكائنات البحرية، تلوث المياه، وتغييرات في التيارات البحرية التي تؤدي إلى تآكل السواحل. هذه المخاطر تتطلب اتخاذ تدابير صارمة لحماية النظام البيئي البحري وضمان استدامته".
الهروب من الجحيم: كيف نجى طارق صالح سرور وأسرته من قبضة الحوثيين
"اسمي طارق صالح سرور، متزوج ولدي تسعة أطفال وأقطن في ميناء الحديدة. تم تهديدي أكثر من مرة لترك منزلي ولقد تم اختطافي واعتقالي مرتين من قبل جماعة الحوثي، وهناك أيضاً أساليب تعذيب أثناء الاعتقال.
إلى جانب أسليبهم المتعلقة بالتجويع تم منعي من صرف راتبي وحجزه"
"كما تم إخفائي قسراً ولم يستطع أحد معرفة مكاني، وتم تهديدي بالتصفية وترهيبي بأولادي وأسرتي بأنهم سيبادون. يتم إجبارنا بواسطة الترهيب على الإدلاء باعترافات معينة يريدها الجماعة لتهجيرنا من منزلنا".
"إذا لم أتعاون معهم، يتهمونني بأنني تابع لداعش ويتهمونني بالتعاون معهم ويفبركون التهمة، ويستخدمون أساليب تنفير ويراقبون التلفونات والجوال والاتصالات. يخبرونني بأنني متعاون مع العدو، وأن هذا يؤدي إلى الإعدام وخيانة الوطن، يعمل الحوثيون على حاجز أمني ويمنعوا الدخول والخروج إلا لأفرادهم الذين يمكنهم التحرك بحرية، ويمنعون الصيادين في تلك المناطق من ممارسة أعمالهم في الصيد ودخول البحر".
ووصلتني رسائل بأنهم قد يفجرون منزلي إذا لم أخرج منه. في ذلك الوقت لم يكن هناك تفكير سوى بالخروج من المنطقة ومن محافظة الحديدة. كانت فكرة الخروج بأمان صعبة، ولكن استطعت الخروج في النهاية.
خرجت في البداية لوحدي وكان من الصعب جداً الخروج مع أسرتي في وقت واحد، بالكاد استطعت النجاة بنفسي عبر طرق متعددة، واستطعت الخروج عن طريق البر حتى الوصول إلى عدن والمناطق الآمنة لمدة ثلاثة أيام. الآن أنا وأسرتي في عدن، وقد وصلت أسرتي بعد سنة من خروجي من الحديدة. حالياً، أنا غير مستقر بشكل أساسي لأن هذا ليس بيتي ولا منطقتي، وإنما مدينة أخرى.
تحظى مدن ومناطق الساحل الغربي لليمن المطلة على البحر الأحمر بأهمية استراتيجية كبيرة لوقوعها على البحر الأحمر أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
تأتي محافظة الحديدة في الصدارة نظرا لوقوع عدد كبير من الموانئ فيها وهي ميناء الحديدة وهو أكبر موانئها، يعد أيضا بوابة رئيسية للتجارة اليمنية مع العالم الخارجي وإلى جانبه يوجد ميناءا رأس عيسى وصليف، كذلك يتبع ميناء رأس عيسى مؤسسة موانئ البحر الأحمر ويقع على بعد 78 كم شمال غربي مدينة الحديدة بدأ العمل به في فبراير من العام 2016 كمرسى إضافي للنفط يتبع ميناء صليف يتم نقل النفط إلى مرسى رأس عيسى عبر خط نفط مأرب الذي يبلغ طوله 439 كم وتقع نحو 9 كم منه تحت الماء.
ميناء رأس عيسى في البحر الأحمر فتح شهية طهران على تحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية وعسكرية حيث تخطط لإقامة منطقة اقتصادية حرة لها في الميناء تحقق من خلالها منافع عبر الحوثيين الذين بدأوا بالفعل تنفيذ المخطط بإشراف خبراء إيرانيين. خطوة من شأنها مساعدة إيران على ترسيخ حضورها في أهم ممر مائي للتجارة الدولية ويذكر أن في أبريل من العام الماضي أعلنت جماعة الحوثي أنها عقدت محادثات اقتصادية مع طهران لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والفرص الاستثمارية المتاحة، ورغم تكتم وسائل إعلام الحوثيين عن نشر تفاصيل تلك المباحثات لكن مسؤولين ووسائل إعلام إيرانية تحدثت عنها.
يتمتع ميناء رأس عيسى بمزايا كثيرة أهمها العمق الكبير الذي يصل إلى نحو 50 مترا وينخفض قرب الساحة المباشرة إلى نحو 16 مترا وهو ما يجعله مؤهلا لاستقبال سفن نفطية ضخمة كذلك يتمتع بحماية طبيعية من الأمواج بفضل وقوع جزيرة كامران غربه ويمكّنه الحوض المائي الكبير من استيعاب أكثر من 50 سفينة وناقلة نفط يوجد فيه ممران ملاحيان أحدهما لدخول السفن من الشمال من رأس جزيرة كامران ولهذا المدخل عمق كبير يسمح بمرور السفن ذات الحمولات الكبيرة والتي يصل غاطسها إلى أكثر من 15 مترا، المدخل ال جنوبي وهو ممر ضيق والأعماق فيه غير آمنة لمرور السفن الكبيرة ويستخدم عادة للعائمات البحرية التي لها غاطس صغير. تأتي أهمية الميناء الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي في أنه فتح شهية طهران على تحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية وعسكرية.
محافظ الحديدة: رأس عيسى يُعتبر الآن كأي ميناء إيراني
أخبار الآن التقت بمحافظ الحديدة الحسن طاهر الذي أوضح أن رأس عيسى تحول إلى ميناء إيراني حيث يتم تهجير المواطنين وتوسيع الميناء لأغراض عسكرية وأمنية، لتسهيل وصول الأسلحة وتعزيز سيطرة إيران على البحر الأحمر وباب المندب، مما يعوق جهود السلام قائلاً: "الآن رأس عيسى يعتبر كأنك في أي ميناء إيراني أصبحت السفن ترسوا فيه، يُروجوا للنفط هناك أيضا، وبالنسبة للمواطنين تم تهجيرهم من هذه المنطقة ومناطق أخرى، دائما يهجر المواطنين لكي ينفذوا خططهم، فتم التهجير. ونحن نرصد هناك توسعات وإستحداثات في الميناء لأمور عدة منها السفن ومنها أيضا ما ينوي الإيرانيون عليه من خلال فتح جهة تسويقية في هذا المكان مما يعود للنفع عليهم وعلى الحوثي طبعا عليهم أكثر أيضا سيكون مصدر أو جهة متلقية للأسلحة التي تصل إلى الحوثي من موانئ إيران دأبها على هذه الطريقة حتى في ميناء الحديثة عندما تأتي باخرة فيها أشياء لا يريدوا أن يطلع عليها أحد فيخرجوا معظم العمال ويتم تفريغها عن طريق أفراد آخرين يتبعون لهم".
وتابع: "ليست النية فقط اقتصادية وإنما هي نية عسكرية وأمنية في المقام الأول، لتسهيل إيصال الأسلحة والبضائع المهربة وتحويل رأس عيسى إلى قاعدة عسكرية لبسط سيطرة إيران في البحر الأحمر على حركة التجارة العالمية ولتصبح المنطقة مُنطلق للعمليات الإرهابية على دول الجوار والملاحة الدولية وتمكين طهران من السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب ليكون لها الكلمة العُليا في أحد أهم ممرات التجارة في العالم وهو الهدف الأكبر الذي انقلبت لأجله ميليشيا الحوثي وترفض من أجله تنفيذ كُل مُبادرات السلام وهو الأمر الذي أكده محافظ الحديدة".
إجراءات تقوم بها جماعة الحوثي لتهجير الناس
تحدثنا مع أحد موظفي منظمات الأمم المتحدة يمني الجنسية ولكن حفاظاً على سلامته، لن نكشف عن اسمه، أوضح الأخير لنا أن جماعة الحوثيين قامت مؤخراً بعدة إجراءات لتهجير الناس، منها:
1
منع المدنيين تماماً من إجراء أي تحديثات أو بناء في منازلهم القديمة في تلك المناطق، وأي تحديث بسيط يتم إزالته بالكامل مع الحجز على المنزل او تدميره.
أي شخص يرغب في إجراء تحديثات في تلك المناطق أو أي منطقة أخرى يُجبر على توقيع ورقة تفيد بأن هذا البيت أو المكان أو الأرض مملوكة للدولة، وأنه ليس لديه أي حق فيها، وتُستخدم كمقر للدولة يمكن إخلاؤه في أي وقت.
2
استخدام السلطة القضائية لاستخراج قرارات ووثائق تدعي أن جميع مناطق شمال الحديدة من الساحل حتى الجبال هي ملك للدولة، وبدأوا بالفعل بتنفيذ هذه القرارات.
3
تلفيق تهم لسكان شمال الحديدة المناهضين للجماعة او الغير خاضعين لقرارات هذه الجماعة بتهم تتعلق بالأمن القومي لزرع الخوف في نفوس الناس، وأحياناً تصل هذه التهم إلى القضاء حتى يصل الحكم بالإعدام، مما يسبب رعباً كبيراً للسكان و الخضوع لقرارات الجماعة.
4
الصيادون يُسمح لهم بتعبئة عشرين لتراً فقط من الوقود، مما يكفيهم لرحلة قصيرة فقط، بهدف عدم تمكينهم من الوصول إلى مناطق الشرعية أو مناطق بعيدة.
5
تقييد تحركات الناس من مغادرة شمال الحديدة تماماً وخصوصاً الناس الرافضين لوجود الجماعة في تلك المناطق، حيث يُمنعون من الخروج وتقييد تحركاتهم وإذا حاولوا الهرب تصل أحياناً إلى السجن وايضا لتصفيتهم وقتلهم، مما يجعل من النادر أن ينجو الناس من هناك أو البقاء والخضوع.
6
يتم فرض قيود على السكان في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومنع دخول الغرباء إلى مناطق معينة تحت ذرائع أمنية، وإنشاء العديد من السدود ومجاري تصريفات المياه بالإضافة إلى الأنفاق على الشريط الساحلي في شمال الحديدة.
7
سياسة التجويع لمحافظة الحديدة سياسة ممنهجة ومدروسة بهدف تهجير سكان هذه المناطق وافراغها ويمنعونهم من مساعدات الأمم المتحدة، وتحويلها إلى مناطق استيلاء جديدة لسكان جدد موالين للتحالف الحوثي الإيراني
وللتوسع أكثر بالنقطة السابعة، قد كشفت تقارير أن القيادي في مليشيات الحوثي علي الهادي يحصل على 158 مليون دولار من المنظمات الأممية العاملة في صنعاء، بالسيطرة على شحنات الغذاء وإعادة بيعها باسم شركة وهمية خاصة به تدعى المحسن للتجارة. مما يوضح أن هناك تواطؤاً من بعض القيادات الحوثية في الاستفادة من العقود التي تُبرم مع هذه المنظمات انطلاقاً من موانئ الحديدة.
بين تهديدات الحوثي وهروب متواصل: قصة أسرة في سعيها للنجاة
تواصلنا مع أسرة الحسن، التي اضطرت لترك منزلها بعد سنوات من العيش فيه تحت التهديد. في حديثه لأخبار الآن، أوضح رب الأسرة تفاصيل ما حدث معهم قائلاً: "نعيش تحت تهديد مستمر من قبل ميليشيات الحوثي، حيث يستخدمون أساليب وحشية لإجبارنا على التعاون معهم أو مغادرة المنزل وقعوني بالغصب على أوراق تفيد بأن البيت لا أمتلكه واتهموني بأنني داعشي. تشمل هذه الأساليب استخدام الألغام الأرضية والقصف العشوائي للمناطق السكنية، مما يسبب رعباً دائماً للسكان."
وتابع: "تعرضت لعدة محاولات قتل من قبل الحوثيين بسبب رفضي التعاون معهم، وتم تدمير جزء من منزلي خلال إحدى هذه المحاولات. الحوثيون أيضاً يمنعون وصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى منطقتنا، مما يزيد من معاناتنا اليومية" لكن بعد تهديدي بقتل أسرتي إذا لم أمتثل لأوامرهم أُجبرت أنا والعائلة على مغادرة المنزل".
خالد السعيد: صحفي يمني شاهد على عمليات التهديد في الحديدة
قال السعيد في حديثه لأخبار الآن : "تبدأ جماعة الحوثي بإيعاز من الحرس الثوري الإيراني بتهيئة مسرح عمليتها في الحديدة واستهدافها لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأبيض المتوسط وفقاً لما سموه بالمرحلة الرابعة وذلك بدءاً بعملية تهجير سكان شمال الحديدة وخصوصاً في مناطق رأس عيسى وضبرة، تجبر الأهالي على ترك أراضيهم من خلال إصدار أحكام قضائية ظالمة تسقط حقوق ملكيتهم. وعلى الرغم من وجود وثائق تثبت ملكية المواطنين لهذه الأراضي لعقود، فإن مليشيا الحوثي صادرها بالقوة وتحول ملكيتها لصالح قياداتها أو لشخصيات نافذة موالية لها ".
وتابع: "لم تتردد الميليشيا في استخدام أساليب ضغط قاسية ضد الأهالي الذين يتمسكون بأراضيهم، فقد قامت باختطاف الشباب وفرضت عليهم التجنيد الإجباري وأرسلت بهم إلى جبهات القتال، أما الذين رفضوا الخضوع لسلوكها الإرهابي فقد وسموا بتهمة الانتماء لداعش".
أخبار الآن في مواجهة مع منظمة الغرفة التجارية الصناعية في صنعاء
واجهنا منظمة الغرفة التجارية الصناعية التابعة للحوثيين بهدف الحصول على معلوماتنا التي تفيد بمشاركتها في مشاريع بالتعاون مع إيران في ميناء الحديدة. تشير التقارير إلى أن هذه المشاريع أدت إلى تهجير سكان الحديدة من منازلهم بأساليب بشعة.
قمنا بإرسال بريد إلكتروني للمنظمة نستفسر فيه عن هذه المعلومات، إلا أن الرد الذي تلقيناه كان مستنكراً، حيث طلبوا منا توضيحاً أكثر عن الشركة التي نقصدها في حديثنا. ورغم أننا أوضحنا الأمور كلها في ردنا بالبريد الإلكتروني، إلا أنهم لم يردوا علينا مجدداً. حاولنا الاتصال بهم هاتفياً، لكنهم أغلقوا الخط وتجاهلوا محاولاتنا للتواصل.
منشق عن حركة النجباء العراقية يكشف لأخبار الآن تفاصيل حصرية عن تواطؤ إيران والحوثيين بتهريب الأسلحة
أخبار الآن تواصلت مع جنرال سابق منشق عن حركة حزب الله النجباء الذي أوضح أنّ منذ العام الماضي قامت إيران بتهيئة الظروف اللازمة لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في ميناء رأس عيسى في الحديدة، بذريعة الوصول إلى المياه الدولية وتصدير البضائع إلى أوروبا وكشف تفاصيل تواطؤ إيران والحوثيين بتهريب الأسلحة.
قال: "بعد هجوم السابع من أكتوبر، أصبحت السواحل اليمنية التي تمتد لأكثر من مائتي كيلومتر ذات أهمية مضاعفة لإيران. على هذا الأساس، أنشأ الحرس الثوري قاعدة عسكرية متقدمة بتكلفة باهظة في الحديدة، مزودة بأقصى الإمكانيات ومنذ العام الماضي قامت إيران بتهيئة الظروف اللازمة لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في ميناء رأس عيسى في الحديدة، بذريعة الوصول إلى المياه الدولية وتصدير البضائع إلى أوروبا".
وتابع: "خلال الحرب اليمنية، كانت طهران تستخدم ميناء الحديدة لإرسال الأسلحة إلى الحوثيين. في تلك الفترة، كنت في الوحدة 400 التابعة لقوات القدس في الحرس الثوري الإيراني تتولى مسؤولية إرسال الأسلحة إلى أتباعه في اليمن عبر تهريبها ضمن البضائع. في ذلك الوقت، كان أحد المسؤولون عن الدعم العسكري للحوثيين يدعى إسماعيل أحمدي مقدم، القائد السابق للشرطة الإيرانية، والذي كان يرسل الأسلحة للحوثيين في اليمن تحت غطاء دعم الشعب اليمني. إصراره على استخدام جيبوتي كغطاء لنقل الأسلحة إلى الحوثيين كان أحد أسباب قطع العلاقات بين جيبوتي وإيران".
"الحرس الثوري، بمساعدة شركة صايران التابعة للقوات المسلحة، قد قام بنشر معدات لرصد السفن والحرب الإلكترونية في محيط مطار الحديدة. وقبل أربعة أشهر، أُرسلت مجموعة من عشرة خبراء من شركة صايران إلى الحديدة لتدريب الحوثيين على استخدام هذه المعدات ".
"وبعد هدوء الحرب اليمنية، خفت الرقابة الدولية على حركة السفن إلى ميناء الحديدة، واستغلت إيران هذه الفرصة لإرسال الأسلحة ومعدات تصنيع الأسلحة إلى الحوثييين. ومنذ العام الماضي، لم يقتصر الدعم للحوثيين في اليمن على الحرس الثوري، بل تم تشكيل لجنة تضم ممثلين عن وزارات مختلفة، من الصناعة والتجارة والزراعة والدفاع، برئاسة قائد في قوات القدس يدعى محمد سعيدي شتابه ويعرف بالاسم المستعار حميد سعيد، لإدارة شؤون اليمن".
وهنا نذكر بسلسلة "جهاد طروادة" و"متلازمة طهران" التي انفردت فيها أخبار الآن والتي أظهرت كيف دعمت إيران قيادات تنظيم القاعدة العليا والعناصر الموالية لها داخل التنظيم في الجزيرة العربية التي تدين بالولاء لسيف العدل الذي يتواجد في طهران. وكيف أنّ تحويل الحديدة يعتبر جزء لا يتجزأ من مشروعها الساعي لتحقيق هذه الأهداف.
"تستخدم إيران قواتها الخاصة لنقل الأسلحة إلى الحديدة، وهم قوات قدس الحرس الثوري الذين يتم توظيفهم من دول شمال وشرق أفريقيا. مؤخراً، اعتقلت سلطات منطقة أرض الصومال ذات الحكم الذاتي، اثنين من الحوثيين بتهمة محاولة تهريب أسلحة وبشر وهما: الأول محمد سعيد عبد الودود، 31 سنة، من الحديدة، والثاني عمر أحمد حاج، 31 سنة، وهو أيضاً من الحديدة. كان هذان الشخصان يستخدمان تأشيرات العمل لتجنيد أفراد لقوات قدس الحرس الثوري في القرن الأفريقي وشرقه".
صور تظهر الأنفاق لتسهيل إيصال الأسلحة والبضائع المهربة في الميناء
الخبير السعودي محمد قبيبان: إيران لن تدفع دولار للدول المجاورة بل ستستمر في تهديد المــــلاحة واستغلال الموارد البحــــــــرية والاقتصادية
يوضح الخبير العسكري السعودي محمد قبيبان أنّ إيران لن تستثمر في أي منطقة عربية إلا لتحقيق تدمير أو لمصالحها الشخصية. يعتقد أن البنية التحتية الإيرانية مضغوطة ومقيدة اقتصاديًا، لذا فإن المدن الاقتصادية التي قد تُبنى ستكون لها تأثيرات أمنية خطيرة في المنطقة، وتهديدات للدول العربية المجاورة للبحر الأحمر.
يشدد على أن أي بنية تحتية تُنشأ ستكون لخدمة الأهداف العسكرية والاستخباراتية الإيرانية، مثل منصات الاتصالات وغرف القيادة ومنصات إطلاق الصواريخ والمراقبة الأمنية قائلاً: "الإيراني لن يدفع ريالًا في أي منطقة عربية إلا للتدمير، وإن بنى هذه المناطق الاقتصادية، فهو سيبني لتحقيق المصلحة الشخصية. هي إشارة ورسائل تهديد لدول الجوار المطلة على البحر الأحمر. البنية التحتية الإيرانية الآن مدمرة، العملة متدهورة، الاقتصاد الإيراني مضغوط، وهناك قيود على الاقتصاد الإيراني. فكيف يمكن أن نتوقع من هذه المدن الاقتصادية أن تكون مجدية، هذه المدن الاقتصادية سيكون تأثيرها الأمني أكثر خطورة في المنطقة، وسوف تتمدد وتصل إلى أهداف أبعد. نحن لا نتحدث عن استهداف إسرائيل العدو لبعض الدول العربية، بل هي ستستهدف الدول العربية وستكون قريبة من انطلاقاتها وتهديداتها للدول العربية. إذا تم بناء بنية تحتية، فهي ستكون للخدمات العسكرية الاستخباراتية الأمنية الخاصة بالتوسع الإيراني. وما هو هذا التوسع؟ هي منصات اتصالات، وغرف قيادة وعمليات، ومنصات لإطلاق الصواريخ، ومنصات لإطلاق بعض الطرادات، ومنصات للمراقبة الأمنية والتهديد الملاحي فقط. ماذا ستفعل؟ إيران، مهما حاولت أن تقول لك إنها تدعم الدول وتدعم الوحدة الوطنية الإسلامية، فهذا كلام فارغ، كلام استغلالي ومستهلك".
عدد الأسر المُهجَرة يتجاوز 30 ألف
الناشط الحقوقي خالد محمد أوضح لأخبار الآن عدد الأسر المهجرة وأشار إلى تجاهل المنظمات الدولية لاحتياجاتهم قائلاً: "هناك تهجير مستمر وحملات ممنهجة من خلال الحوثين في ملاحقة خصومهم ومصادرة أموالهم حيث بلغت عدد الأسر المهجرة 30 ألف أسرة، تعداد الأسر تجاوز 250 ألف نسمة، هذا تهجير غير قانوني وغير مبرر وفي ظل صمت أممي رهيب المنظمات الدولية غير مهتمة بهذا الجانب ومركزة على جوانب محددة لا تلبي إحتياجات هؤلاء المهاجرين الذين خسروا مساكنهم وأموالهم ويعيشون في مخيمات تحت العراء وأوضاع إنسانية مؤلمة جداً. وفي أحسن الأحوال يُستأجر بيت ولكنه لا يتوفر فيه إمكانية الحياة الكريمة إلا إذا كان يعيش في بلده أو قريته الأصلية، لذلك يجب أن تحظى هذه الشريحة باهتمام بالغ من المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والحفاظ على الحياة الكريمة".
تداعيات عسكرية وأمنية تحدث عنها الناشط الحقوقي غالب القديمي لأخبار الآن قائلاً: "ليس الهدف فقط البحر، إنما الهدف البحر والبر هناك أبعاد عسكرية وأمنية بجانب الأبعاد الاقتصادية وهو السيطرة على البحر عسكريا وأمنيا يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأمن الوطني والأمن القومي وأيضا ضرر على دول الجوار هناك تأثير سياسي وتأثير عسكري على الأمن القومي اليمني سياسيا واقتصاديا وليس اليمن فقط إنما أيضا على دول الجوار، تأثير غير عادي. المشروع الإيراني يعمل على تغيير الهوية اليمنية تماما وتغيير ديموغرافي وإذا سيطرت على اليمن تستطيع بعدها السيطرة على دول الجوار لذلك هذا المشروع له أثر قوي جداً على الأمن القومي اليمني وتعاون ايران مع الحوثيين هو مخالف لكل القوانين الدولية والأعراف والمعاهدات الدولية".
مشاهد النهب الحوثية تتكرر في مناطق عديدة بالحديدة، حيث تسعى الميليشيا جاهدة لمصادرة أراضي المواطنين بذريعة ملكيتها لأسرة سلالية، وعلى الرغم من وجود وثائق تثبت ملكية المواطنين لهذه الأراضي لعقود، فإن مليشيا الحوثي صادرها بالقوة وتحول ملكيتها لصالح قياداتها أو لشخصيات نافذة موالية لها.
بعد نشر تحقيقنا حول التهجير القسري في الحديدة، قمنا بمتابعة برصد دقيق للوضع الراهن للسكان المتضررين في تلك المناطق. بدأت الحملات الإعلامية التي ينظمها النشطاء باستخدام نتائج تحقيقنا كمرجع رئيسي، كما صرح وزير الإعلام اليمني بدوره بتأكيد المعلومات التي قدمناها في التحقيق وتحدث عن القضية والعمل على إيجاد حلول فعّالة لمشكلة التهجير.