هكذا تحولت متلازمة طهران إلى فيروس قاتل برعاية الحرس الثوري
ما هو مستقبل القاعدة في ذكرى هجمات سبتمبر؟
بعد مرور 23 عاماً على هجمات 11 سبتمبر، يقف تنظيم القاعدة اليوم على أرض مختلفة تماماً عن التي كان يقف عليها وقت تنفيذه هذه الهجمات، وتبدو قاعدة بن لادن شيئاً من الماضي مقارنة بالتنظيم الحالي الذي يهيمن الحرس الثوري الإيراني على قراره ويتحكم في قيادته.
وضع القاعدة اليوم
وعلى مدار عقود طور الحرس الثوري الإيراني علاقة غريبة مع عدد من ضحاياه، استطاع إقناعهم بالتحالف معه، أو بالأحرى العمل لصالحه وخدمة أهدافه، بل وإقناعهم أنهم هم المستفيدون من هذه العلاقة.
فقد استغلت الوكالات السرية الإيرانية بعض المتطرفين الجهاديين السنة ممن وقعوا في قبضتها واستخدمتهم بمثابة حصان طروادة من أجل خدمة المشروع الإيراني، في تطبيق لـ”متلازمة ستوكهولم” وهي ظاهرة نفسية تصيب بعض ضحايا الاختطاف تجعلهم يتعاطفون مع خاطفيهم.
رغم العداء الأيديولوجي بين تنظيم القاعدة ونظام ولاية الفقيه، استغل الحرس الثوري الإيراني حاجة قادة التنظيم إلى ملجأ آمن عندما كانوا في أشد الاحتياج له بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وقام بإيواء قادة القاعدة
وبعد أكثر من عقدين وجدت القاعدة نفسها تحت سيطرة الحرس الثوري وأصبحت طهران عاصمة التنظيم الإرهابي الدولي بشكل ربما يصعب على إدراك معظم عناصره بل وقادته.
وبمرور الوقت تحولت متلازمة طهران إلى فيروس قاتل فتك بضحاياه، ففي اليمن استطاع الحوثيون اختراق فرع القاعدة وساعدوا على تصفية بعض الرافضين لتخادم تنظيمهم مع إيران، ووشوا ببعضهم علنًا، لكن في شهر مارس الماضي وقعت حوادث مريبة خلال أيام قليلة.
ولم تقتصر حوادث استهداف عناصر القاعدة المقربين من الحرس الثوري على الساحة اليمنية؛ بل سبق ذلك اغتيال أحد أهم قادة التنظيم العالمي، وهوأبو محمد المصري الذي قُتل في 7 أغسطس 2020 الموافق لذكرى تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، حيث كان أحد المتهمين بالتخطيط للعملية
القادة ومكوثهم في طهران
وقد جعل بقاء أو مكوث قادةتنظيم القاعدة في طهران، عرضة لخطر الفيروس، ففي اليمن استطاع الحوثيون اختراق فرع القاعدة وساعدوا على تصفية بعض الرافضين لتخادم تنظيمهم مع إيران، ووشوا ببعضهم علنًا، لكن في شهر مارس الماضي وقعت حوادث مريبة خلال أيام قليلة
رغم العداء الأيديولوجي بين تنظيم القاعدة ونظام ولاية الفقيه، استغل الحرس الثوري الإيراني حاجة قادة التنظيم إلى ملجأ آمن عندما كانوا في أشد الاحتياج له بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وقام بإيواء قادة القاعدة.
وبعد أكثر من عقدين وجدت القاعدة نفسها تحت سيطرة الحرس الثوري وأصبحت طهران عاصمة التنظيم الإرهابي الدولي بشكل ربما يصعب على إدراك معظم عناصره بل وقادته.
أوائل المصابين بمتلازمة طهران
ويُعد سيف العدل ومصطفى حامد ونجل سيف العدل، من أهم المصابين بمتلازمة طهران، فمنذ اغتيال أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، في 31 يوليو 2022، انتقلت القيادة، فعليا، إلى سيف العدل المقيم في إيران، وبذلك نجح فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري في مخططه طويل الأمد لاختطاف التنظيم المعادي له وتسخيره لخدمة أجندته.
وشارك مصطفى حامد في الجهاد الأفغاني في الثمانينات وكان مقرباً من قيادات تنظيم القاعدة ثم لجأ إلى إيران وتشردت أسرته من جراء ذلك، وبعدها أفرج عنه وعاد إلى مصر لكنه ما لبث أن عاد إلى منفاه السابق بمحض إرادته حينما اكتشف عدم قدرته على العيش بعيداً عنهم، فقد وجد نفسه معزولاً وغير مؤثر وسط أهله وشعبه بعد غيابه عنهم لأربعة عقود
خالد سيف العدل إلى اليمن
وحاول تنظيم القاعدة تثبيت وجوده في اليمن أواخر التسعينيات، فسافر سيف العدل عام 1996 إلى اليمن، وكذلك خالد شيخ محمد مسؤول اللجنة الإعلامية بتنظيم القاعدة ومسؤول تنسيق هجمات 11 سبتمبر، متواجدًا في البلاد، وحاولا معًا إنشاء فرع قوي للتنظيم هناك، لكنهما فشلا.
وبعد 20 عامًا، وفي 2015، اقتفىخالد سيف العدل طريق والده وانتقل إلى اليمن عن طريق ميناء المكلا، جنوب شرقي اليمن، مستخدمًا أسماءً حركية/ مستعارة أشهرها “ابن المدني”، ومحمد الحضرمي، بحسب مصادر قيادية في تنظيم القاعدة في اليمن
خالد سيف العدل إلى اليمن
وحاول تنظيم القاعدة تثبيت وجوده في اليمن أواخر التسعينيات، فسافر سيف العدل عام 1996 إلى اليمن، وكذلك خالد شيخ محمد مسؤول اللجنة الإعلامية بتنظيم القاعدة ومسؤول تنسيق هجمات 11 سبتمبر، متواجدًا في البلاد، وحاولا معًا إنشاء فرع قوي للتنظيم هناك، لكنهما فشلا.
وبعد 20 عامًا، وفي 2015، اقتفى خالد سيف العدل طريق والده وانتقل إلى اليمن عن طريق ميناء المكلا، جنوب شرقي اليمن، مستخدمًا أسماءً حركية/ مستعارة أشهرها “ابن المدني”، ومحمد الحضرمي، بحسب مصادر قيادية في تنظيم القاعدة في اليمن
توطد علاقة ابن سيف العدل بخالد باطرفي
وعمل “ابن المدني” كحلقة وصل بين الفرع اليمني للقاعدة والقيادة العامة/ المركزية للتنظيم “قاعدة خراسان”، وصار مقربًا من مجموعة الحضارم في تنظيم القاعدة (المحسوبة على خالد باطرفي) بما يعني أنه صار في قلب الصراع والتنافس على السلطة والنفوذ الذي يعيشه تنظيم القاعدة في اليمن.
كما يظهر أن نجل سيف العدل تأثر هو الآخر بـ”متلازمة طهران”، مثل والده، وجده مصطفى حامد، وذلك يجعله يسير على الخط الموافق للتوجهات الإيرانية أو على الأقل الذي لا يتصادم معها، كما يفعل رواد اتجاه الجهاد العالمي في تنظيم القاعدة في اليمن وعلى رأسهم خالد باطرفي
الفيروس قاتل
وبمرور الوقت تحولت متلازمة طهران إلى فيروس قاتل فتك بضحاياه، والبداية كانت مع إعلان وفاة خالد باطرفي، زعيم فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي كان معروفًا بتأييده للتخادم مع الحوثي، وقد فوجئ بعض قادة التنظيم بهذا الخبر حين تمت دعوتهم لاختيار خليفة له.
تبع ذلك الإعلان عن مقتل القيادي سليمان الصنعاني، وهو محسوب ضمن الجناح المقرب من سيف العدل، وكان مسؤولا عن سلاح الطيران المسير المرجح الحصول عليه من إيران.
وفي منتصف الشهر، انتشر خبر وفاة خالد زيدان ابن سيف العدل والذي أرسله والده لليمن عام 2015 ضمن اتفاق مع فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري.
وهكذا تحولت مظلة حماية الحرس الثوري إلى خطر مميت بالنظر إلى حالة الانكشاف الأمني الهائل الذي تعاني منه المنظومة الاستخبارية الإيرانية، مما يجعل مصابيمتلازمة طهران في دائرة استهداف محتملة، بعد أن شكلت طهران بالنسبة لهم الوكر الآمن لأكثر من عشرين عامًا ظلوا خلالها بمنأى عن الاغتيالات التي أفنت قادة الصف الأول للتنظيم ودمرت مفاصله
الفيروس قاتل
وبمرور الوقت تحولت متلازمة طهران إلى فيروس قاتل فتك بضحاياه.
والبداية كانت مع إعلان وفاة خالد باطرفي، زعيم فرع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي كان معروفًا بتأييده للتخادم مع الحوثي، وقد فوجئ بعض قادة التنظيم بهذا الخبر حين تمت دعوتهم لاختيار خليفة له.
تبع ذلك الإعلان عن مقتل القيادي سليمان الصنعاني، وهو محسوب ضمن الجناح المقرب من سيف العدل، وكان مسؤولا عن سلاح الطيران المسير المرجح الحصول عليه من إيران.
وفي منتصف الشهر، انتشر خبر وفاة خالد زيدان ابن سيف العدل والذي أرسله والده لليمن عام 2015 ضمن اتفاق مع فيلق القدس الذراع الخارجي للحرس الثوري.
وهكذا تحولت مظلة حماية الحرس الثوري إلى خطر مميت بالنظر إلى حالة الانكشاف الأمني الهائل الذي تعاني منه المنظومة الاستخبارية الإيرانية، مما يجعل مصابيمتلازمة طهران في دائرة استهداف محتملة، بعد أن شكلت طهران بالنسبة لهم الوكر الآمن لأكثر من عشرين عامًا ظلوا خلالها بمنأى عن الاغتيالات التي أفنت قادة الصف الأول للتنظيم ودمرت مفاصله
الخلاصة
استطاع الحرس الثوري الإيراني اختطاف بعض تيارات الإرهاب الدولي وتسخيرها لخدمة أجندته التخريبية، أبرزها hdi الذي اخترقته طهران من الرأس عبر احتفاظها بقائده الفعلي سيف العدل داخل أراضيها، ومن ثم استطاعت توجيه مسيرة التنظيم الإرهابي ليهاجم خصومها الإقليميين ويساند ميليشياتها في ميادين العنف، كما في الحالة اليمنية حيث يقدم فرع القاعدة هناك إسنادًا ميدانيًا لميليشيات الحوثي الموالية لطهران.